مرت زوابع الفيفا بردا وسلاما وأنزل المعارضون السلاح، وذاب بناني والسبتي وأكرم، وسكت مسكوت عن الكلام المباح وابتلعت الأرض من انتصبوا في الضفة الثانية، وقلب «الجرار» تربة الكرة المغربية، لتنبث لنا أخيرا جامعة تخلد عيد ميلادها بعد كل 100 يوم وصح النوم. يوم بعد يوم، ومرة بعد أخرى يثبت لقجع أنه من غير ذات الطين والعجين الذي شكل من سبقه، ويخرج لنا بسنن حميدة لا يسع حتى من لا تعجبه هذه الجامعة ولا عشيرتها العشرة إلا أن يصفق لمبادرات «خالف تعرف». يوم غد سيطل علينا لقجع ليحصي في العشر الأواخر لشهر الغفران حسنات جامعته خلال 100 يوم، وسيخبرنا أن جامعته إنتهت من مرحلة الحبو وستبدأ أولى خطوات المشي الفعلي على قدميها. لن نستبق الأحداث ولو أن أحداث الجامعة الحالية معلومة ومعروفة بسبب الزفات الصحفية المخلدة لكل «تبوريداتها»، لكننا سنتطلع لفتوحات الرئيس وهو يتلو على أسماع القبيلة بيانات 3 أشهر و10 أيام وإنجازات يرى أنها تحققت وأخرى في غرفة الإنتظار. تعاملت الجامعة السابقة بمنطق الشيطان الأخرس، ونفت ناطقها الرسمي لأرخبيلات مجهولة فتعذر على الصحفيين في كثير من المرات التحري عما كان يطبخه فرن الفهري، وكلما كان وطيس الفضول يشتد كان يستعير رجلا رشيدا لا ينطق وهو غلام ليكتفي ببلاغات النفي دون توضيح للواضحات. الجامعة هذه المرة لا تحتاج لناطق رسمي أو ثانوي، ما دام السيد الرئيس يتقمص هذا الدور وباقي الأدوار التي حولت حوارييه السبعة لكومبارس ومباركين ومبرمجين على التصفيق، مع استثناء دينامية نائبيه اللذين سينال بعد مرور 100 يوم أجر المجتهد. في 100 يوم ستتغنى الجامعة بطرد المعمرين الأجانب من المنتخبات الوطنية، وستؤكد أن مورلان هو آخر عنقود من عناقيد شجرة الإفرنج التي لن تستقيها الدولارات التي تحول من مكاتب الصرف صوب حساباتهم بالخارج صافية ومعفية من الأداء الجمركي. تبدو الجامعة الحالية نشيطة نسبيا مقارنة مع سلفها الصالح، غير أنه طوال الفترة المنقضية من عمرها كان هناك الكثير من الإستهلاك للشعارات والقليل من التطبيق. سيخبرنا السيد الرئيس أن قطار الإدارة التقنية وصل والأفضل أن يصل متأخرا من أن لا يصل بالمرة، ومعه سيعفى الرئيس القادم من مشقة وحرج إشراك أو توريط قبيلة الصحافة في اختيار الناخب الوطني، بعد أن دشن لهطه البدعة بوازع غياب الإدارة صاحبة الإختصاص. جمعت الجامعة الزاكي وفاخر، وقدم الرئيس هدية الكرسي لأندية ظلت تنشد دراهم التلفزيون التي تأخرت على عهد من سبقه، والتأمت الحكومة على نطاق واسع لتخلد لاتفاقية ضخ 150 مليار في حساب الجامعة، و إنشاء ملاعب ذات عشب اصطناعي وآخر طبيعي، وحن قلب وزارة الشباب والرياضة أخيرا لينخرط في دعم كبير قوامه 30 مليار فقط لا غير، بعد أن ظلت تحبس 8 مليون درهم على من مر قبله، وسينتهي أخيرا كابوس عشب بلاستيكي تسبب في عاهات مستديمة للاعبين وإعاقات لكرة مغربية خالفت البوديوم وأدمنت الإخفاق. خلال الشهور المنقضية إنفرجت أسارير عصب محظوظة، وتعصبت عصب محسوبة على حزام البؤس، فنالت الأولى حظ الدعم بحشد قبيلة الكرة في الليل والضحى لتشهد على حدث رفع البؤس والفقر وأخرى ما تزال تنتظر. سيكون من الحيف بخس ما أنجزته الجامعة طوال المدة التي حفزت رئيسها ليخرج ببلاغ التوثيق للمنجزات، لأنها فعلا اجتهدت ومن حقها نيل أجر الصنيعة والعمل. لكنها جامعة ما تزال مرهونة بكاتب عام من الحرس القديم الذي وعد الرئيس باجتثات دابره، وجامعة ما يزال قانون عصبتها الإحترافية يراوح مكانه، وما يزال برنامج منتخبها المحلي غير واضح المعالم، كما ما تزال لجانها مجرد حبر على الورق مكتفية بمتابعة ظلم جموع الفرق العامة التي حولت الأندية لأصول تجارية مرهونة بيد الرؤساء. في 100 يوم الجامعة عمل كثير، أنهى ما أصابنا مع جامعة الفهري وجعلنا نتوجس من حكاية الورش المفتوح، لكن مقابل العمل و الفعل هناك الكثير من الشفوي الذي عجز عن تخليق الجموع العام وإنهاء مخاض الصينية..