"أعضاء الحزب والمتعاطفون معه الذين ينظمون زيارات للأمين العام ولرئيس الحكومة، في مقري إقامتهما يحكمها منطق، يسعى المغرضون لحجبه وتشكيل صورة معاكسة للحقيقة". هذا ما قاله نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، في حوار نشره أخيرا موقع حزبه، في محاولة للتغطية على "الاستقطاب" الحقيقي بين منصبين في "البيجيدي"؛ وهما منصب الأمين العام الذي يملأه عبد الإله ابن كيران بكل ما يتمتع به من زخم شعبي وكاريزما ومنصب سعد الدين العثماني الذي لا يكاد يملأ منصب رئيس الحكومة، بسبب قبوله ما رفضه سلفه، وصورة "ابن عرفة البيجيدي" التي تطارده. وطبعا يبدو أعضاء حزب العدالة والتنمية وقد توزعت قلوبهم بين الرجلين، يجددود "العهد" مع ابن كيران في بيته بحي الليمون بالرباط، وماكينساوش يديرو الصواب مع العثماني في بيته بحي السلام بسلا. يخبرنا العمراني أن "تنظيم الزيارات للرجلين معا وفي وقت متزامن يفيد احترام وتقدير الزائرين لمؤسستي الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، وهي زيارات تواصل ودعم وإسناد كل واحدة مع المسؤول في المجال الذي يعنيه، ومن جهة أخرى فهي تتم بمبادرة الزائرين وقد تكثر أحيانا وتتكثف في اليوم الواحد إلى درجة قد تتجاوز القدرة على التحمل". واخّا آسيدي، كلامك يحمل الشيء ونقيضه، تقول إنها "زيارات تواصل ودعم وإسناد كل واحدة مع المسؤول في المجال الذي يعنيه"، طيب دعم وإسناد حول ماذا؟ إذا لم يكن دعم بنكيران في "محنته" ودعم العثماني في وضعيته "الهشة" وفد كثر اللغط الحزبي وغير الحزبي حوله! وحتى وهو يحاول تغطية الشمس بالغربال، يتضمن كلام العمراني بعض الاعتراف بشيء ليس على ما يُرام، فهو يقول "إذا رجعنا لخطابات الأمين العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في اللقاءات التواصلية الداخلية مع شبيبة الحزب وبرلمانييه التي تحفظ لمؤسستي الحزب والحكومة اعتبارهما رغم ما قد يظهر بينهما من اختلاف في التقدير بشأن بعض القضايا"، آه، هناك اعتراف أخير ب"اختلاف في التقدير"! ومع ذلك يخفّف العمراني من الأمر ليقول "كل هذا يجعل الحديث عن "حرب استقطاب" بين العثماني وابن كيران و"حرب صامتة بينهما"، حديثا لا يصح إلا في أذهان قائليه ومروجيه". قد نفهم هاجس العمراني في الحفاظ على وحدة الحزب واستبعاد أي تصدّع في "الجبهة الداخلية"، لكن الاستقطاب واضح والحرب الصامتة قائمة فعلا، لا قولا، وخروجه في هذه اللحظة بالذات بقدر ما جاء لنفي كل ذلك فهو تأكيد له!