نعرف أن نجيب بوليف محب للكرة وفرع رؤوسنا حول المنتخب قبل أن ينشغل عنا بعد ذلك، لكنه عاد ليذكرنا بذلك وهو يناقش قضايا حزبه وكأنه "البارصا" الذي عاد ب"رومونتادا" وسحق "باريس سان جيرمان". كتب في حديث الثلاثاء الفيسبوكي "انهزمنا نعم، لكن ليس لأننا لم نحسن اللعب أوالتدبير، بل لأن وسائل لعب الآخرين تغيرت، واستعملت أدوات للاستقواء داخل الملعب ليست معهودة في لقاءات البطولة كما هو متعارف عليهاعند "الفيفا" السياسية!!!". لا يارجل السياسة ليست مباراه لكرة القدم، المسألة أكثر جدية مما تعتقد. وحتى عندما تستعير من الكرة، فلنمض في ذلك تجاوزا، لقد قادكم ميسي/بنكيران إلى النصر، لكنكم خذلتموه، لأن "وسائل لعب الآخرين تغيرت"، ومتى لم تكن كذلك، إلا إذا كانت "القفة مقلوبة عليكم"؟! وعندما تقول "انهزمنا"، فذلك صحيح، لكنها ليست هزيمة في مباراه ستعوضونها بانتصار في مباراه مقبلة، هزيمتكم بطعم "الخيانة" لقائدكم و"الجبن" في التمسك بمواقفكم، وفي رمشة عين نسيتم "الإرادة الشعبية ونتائج صناديق الاقتراع التي تم ائتمانكم عليها… وعندما تقول "بإمكاننا القيام ب"رومونتادا" remontada استثنائية إن نحن أحسنا تدبيرالمستقبل"، فلتعلم أن المستقبل لا يرحم، كذا وقع مع الاتحاد الاشتراكي والقوات الشعبية عندما تخلّى عن دوره واستسلم ل"جيوب المقاومة" حتى تآكلت مصداقيته وخرّ صريعا يستجدي دفعة، ليس للقيام ب"رومونتادا"، ولكن فقط لتسجيل "هدف شرف" بلا شرف! وعندما تطرح سؤال: ماذا بعد الانهزام؟ تقول "سنمضي قدما للقيام بنقد ذاتي شامل، لاصلاح أعطابنا وتغيير ما يجب تغييره لاستعادة ما ضاع… لا شك أننا أخطأنا خلال المسير، لا شك أننا لم نحسن التقدير، لا شك أننا قد نخسر معركة أخرى قادمة!!! فهذه سنة الله في الحياة والتدافع، لكننا أبدا لن نستكين للعدمية وللاحباط ولبيع الوهم بأننا في بلد كامل الأركان الديمقراطية"… لكن متى هذا "النقد الذاتي الشامل"؟ في المؤتمر المقبل؟ وماذا بعد؟ الناس الذين صوتوا عليكم لن يحضروا مؤتمركم وهم ليسوا بالضرورة أعضاء في حزبكم وربما حتى غير متعاطفين، بل ربما وجدوا أنكم "الأقل سوءا" أو "أحسن ما كاين في السوق"! والأهم قولك "ننتصر للزعيم (وإذ كنت أرفض المصطلح) الصامد، الذي صمد وبقي شامخا، ونقول له: لا عليك، ستعود لتتزعم بعد برهة من الزمن، عندما تنقشع الغيوم بحول الله (والفاهم يفهم)". وهادي هي الواعرة، وشكون هاد الفاهم اللي غادي يفهم وآش غادي يفهم؟ إيمتى غادي تنتاصروا للزعيم بنكيران؟ ملّي غادي "تهزّوه في قفة"، كما قال هو نفسه يوما عندما أعلنت بعض القواعد تمسكها بزعامته، في إشارة إلى أنه سيشيخ ولن يعود، إذا أطال الله في عمره، قادرا على السير! أليس هذا "بيع وهم"؟ ومتى ستنقشع الغيوم؟ وأي انتظارية وقدرية هذه؟ كأنك تتحدث عن "المهدي" الذي مضى في السرداب واختفى ليعود بعد ذلك "ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا"!