لا يمكن كشف أي شيء عن إدريس لشكر. كما لا يمكن فضحه. ولا يمكن تعريته. وواهم من يعتقد أنه سوف يأتي يوم بمقدوره أن يكشف فيه كل شيء عن إدريس لشكر. وواهم عبد الإله بنكيران بالخصوص الذي وعدنا أنه سوف يأتي وقت يقول فيه كل شيء عن إدريس لشكر. وعن ما حدث وما جرى. فماذا ستقول يا سيد بنكيران. وماذا ستحكي. وماذا ستكشف. لا شيء. كن متأكدا يا بنكيران. أن لا شيء يمكنه التأثير في إدريس لشكر. لا شيء أبدا. وليس لك ما تقوله ليؤثر في إدريس لشكر. ويكشف حقيقته أمام الناس. لأن من مزايا هذا الرجل أنه فوق الفضائح وفوق الكشف وفوق السمعة. كما لو انه اختار عن قناعة أن يكون فضيحة. وأن يتقمصها. وأن يجسدها. وأن يجعل لها شكلا. ورجلين. ويدين. ورأسا. ولسانا. خاصة لسانا جعل للفضيحة. بأن صنعها ومنحها لسانا. ذربا. في ارتكابها. ووجها. ويجب أن تكون حالما كي تقرر أن تكشف الفضيحة. يجب أن تكون مثاليا كي تفكر في أنه يمكنك فضح إدريس لشكر. والفضيحة تحتاج إلى من يغطيها لا إلى من يكشفها. الفضيحة محتاجة إلى ستر. محتاجة إلى صمت. إلى تظاهر بعدم رؤيتها. وكلما تم كشفها تألقت أكثر وكلما فضحْتَ الفضيحة رقصتْ وهللت وازداد نورها وأعمى نورها كل ما حولها. ولذلك يضحكني من يحاول فضح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ماذا ستفضح أيها الأخ ماذا ستكشف أيها السيد وأي حقيقة تتحدث عنها وأنتَ أمام شخص جعل من الفضيحة فلسفة وإيديولوجيا ومبدأ وخيارا ويضحكني من يقاومون "فلسفة"إدريس لشكر داخل الحزب ومن يقولون إنه قضى على الاتحادالاشتراكي ومن يتوقعون سقوطه وأتضامن مع محمد بوبكري الذي ضيع طاقته ووقته في الكتابة عنه ومحاولة فضحه وأشفق على تفاؤل الاتحاديين وصبرهم لا لن يسقط إدريس لشكر لأن الفضيحة لا تسقط ولا تقع ولا يتم فضحها ولا كشفها ولا تعريتها. الفضيحة تتعب وتنصرف إلى حال سبيلها لكن يتعذر فضح الفضيحة وحين تهاجمه. وحين تكشف أسراره. وحين تسخر منه. فإنه. فإن الفضيحة تزداد قوة. وتكبر. وتكبر. وتصبح وزيرا. ومن مزاياه أنه فنان. وكأي فضيحة. لا ذرة خجل. ولا حمرة. ولا طأطأة. وفي التلفزيون. وفي كل مكان. تقول ما يحلو لها. وتفتخر أنها فضيحة. إنها اختيار في الحياة. وفي السياسة. وقد اختارها إدريس لشكر. ويعتقد البعض لسذاجته ولطيبوبته أن إدريس لشكر دون المستوى. وأنه ضعيف ثقافيا وسياسيا. بينما العكس هو الصحيح. إنه اتحادي. وابن المدرسة. وذكي. ومتمرس. لكنه اختار الفضيحة. منهجا اختارها. وأسلوبا. عرف بدهائه أننا نعيش زمن الفضائح وأخذ مكانه. وهيأه. وزينه. ولونه. كي يبقى. وكي لا يقع له ما وقع لإخوانه. وكي لا يهمش. والفضيحة تغطي على كل شيء. وتطفو. وتتألق وتسيطر. وتغري بأن يتبعها الناس. ولذلك يتعلق عدد من الاتحاديين بأذيالها. ويتشبثون بها. وقد أصابتهم عدواها. وورثوها. وتطبعوا بها. ومن كثرة معاشرتهم لها. صاروا فضائح صغيرة في حضن أبيهم. في حضن أمهم الفضيحة الكبرى. وللأسف. الفضيحة في اللغة العربية مؤنث. وقد شغّلها لشكر. ورباها. وروضها. ومهما قيل. فلن ينافسه أحد. وشباط أقل موهبة. رغم أنه فضائحي هو الآخر. وانتحاري. بسبب ثقافته السياسية. التي لا تصل إلى ثقافة إدريس لشكر السياسية. ويصعب التفوق عليه ويصعب كشفه ويصعب فضحه ومن هذا الذي بمقدوره أن يفضح الفضيحة إنها لا تبالي يا بنكيران ولا ينتابها الندم ولا تخجل ولا تتراجع بل تزداد ألقا وقوة خاصة إذا كانت متمرسة وذكية ويا لليأس يا لقلة الحيلة فلا شيء يمكن أن تخسره الفضيحة وقوتها أن العالم كله يشير إليها بالأصبع وهي منتشية ولا مبالية وسعيدة ووزيرة.