سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محاكمة سقراط وغيثة! سقراط يعترف أمام القاضي أنه فضيحة وكارثة، لكنه يصف من يتابعون لايف في الفيسبوك مدته أكثر من ساعة بالحمقى والمجانين والعاطلين عن الحياة
القاضي: يتهمك ميليتوس وأنيتوس بإفساد النشء في الفيسبوك، فما ردك على الاتهام؟ سقراط: أيها الأثينيون، يتهمني ميليتوس بأني أفسد الشباب، والحال أني لا آخذ منهم درهما واحدا، ولا أتقاضى راتبا مقابل ما أقوم به، كما يفعل السوفسطائيون، فكيف لي أن أؤثر على أشخاص يكرهونني، ويشتمونني، ويحذرون مني، وأسألك يا ميليتوس هل بمقدورك إفساد شاب هو في الأصل يدعي أنه لا يعرفك، وفي نفس الوقت يحذر الآخرين منك. ميليتوس: لا. لا يمكن هذا. سقراط: أيها الأثينيون، يعترف ميليتوس أنه لا يمكنني إفساد شباب يقاطعونني ويؤكدون أني خطر عليهم، مع أنه رفع دعوى ضدي ، وأخرجني من خلوتي، ومتعي الصغيرة، وأتى بي إلى المحكمة. وعندما قمت أنا وزوجتي بتسجيل اللايف، فقد كنا نسكر وندردش مع الأصدقاء ونتحاور، ولم تكن نيتنا إنكار الآلهة، كما يدعي أنيتوس، وليس ذنبي أن نفس الآلهة وصفتني بالحكيم، رغم أني لست حكيما، وأرفض أن أكون حكيما. القاضي: يقول ميليتوس إنك تروج لأفكار هدامة وأنك تزوجت السيدة غيثة كي تنشر الرذيلة في الفيسبوك. سقراط: أيها الأثينيون، اسألوا ميليتوس عن السبب الذي يجعله يتسقط أخباري وصوري، هو وكل هؤلاء الذين يشتمونني اليوم، والعالم كله يعرف أنني لست من أزعجهم ودمرهم هذه المرة، بل غيثة. ميليتوس: لكنك أنت من جئت بزوجتك وعرضتها على الناس في الفيسبوك. سقراط: غيثة أيها القاضي فضيحة، وأنا ارتبطت بها لأنها كذلك، وسواء ظهرت أم لم تظهر، فجسدها مرعب، وكلما رآه بشر صرخ، وهناك من يقول الله الله، وهناك من يفر بجلده. أنيتوس: لكن ما قمت به هو مناف للدين والأخلاق والقيم. سقراط: الذين يهاجمونني يا سعادة القاضي مرعوبون من جسد غيثة. لقد أفزعتهم لأنها امرأة، وأخافتهم، أما أنا فمسكين، ويشتمونني وغرضهم زوجتي. أيها الأثينيون إن الجسد فضيحة، والحب فضيحة، واللذة فضيحة، والضحك فضيحة، وهناك من يحب أن تبقى فضائحه في السر، وهناك من واجبه أن يشهر بنفسه، وأنا من هذا النوع، أنا عدوي وغيثة فضيحتي؟ وحين أخرجناها إلى العلن صدمت من يدعي أنيتوس أنه يدافع عنهم. وأخبركم أيها الأثينيون أن الآتي سيكون مفزعا، لأنكم ترغبون في الفيسبوك وفي الأنترنت محافظا ومتزمتا فحسب، وهذا لا يمكن. هذا العصر فضائحي يا شعب أثينا، ومن لم يفضح نفسه سيفضحه الآخرون، والكاميرات في كل مكان، وفي الهواتف وفي ألعاب الفيديو، وفي النينتاندو، وفي الشقق وأبواب العمارات، وصرنا نرى القتل المباشر والجنس المباشر،،حيث العالم كله صار تلفزيونا كبيرا للواقع، وأنا ابن عصري وفضيحة هذا العصر، وأنا كل برامج تلفزيون الواقع بلا أرباح ولا إعلانات. القاضي: وما رأيك في الاتهام الذي وجه إليك المغني الشعبي عادل الميلودي. سقراط: سعادة القاضي، أيها الأثينيون، اعذروني لأني لن أغير لغتي وطريقة حديثي، فأنا كارثة، ومعروف أني كذلك، ولن أتغير، لكني ألوم أكثر من يتابعني ويضيع وقته ويفسد أخلاقه وهو يعرف من أكون. وهذا الذي يتفرج في لايف في الفيسبوك مدته أكثر من ساعة يتعلق بزوجين في شقتهما لابد أنه محتاج إلى علاج، ولابد أنه مجنون وأحمق، فماذا كانوا ينتظرون مني إلا ما تفرجوا عليه. وهل كانوا يتوقعون فلسفة وحكمة ووعظا. أنا لا شيء من هذا. أنا فارغ وفرداني ولا يعنيني إفساد النشء أو تربيتهم. كأن لا أفلام في التلفزيون، ولا قنوات، ولا سهرة، ولا قنوات كليبات، ولا نساء ولا رجال ، ولا حانات ، ولا أسرة للنوم، ولا شوارع، ولا طبيعة، ولا مشاغل للناس، فيتابعون سقراط وغيثة، هذا خبل وحمق وفراغ وعطالة عن الحياة أيها الأثينيون. فما ذنبي إن كان هناك من يهدده نهد، وما ذنب غيثة إذا كان لها ذلك الجسد. أما بخصوص عادل الميلودي فهو صديقي ورفيقي وقدوتي وكل ما يقوله عني أستحقه، ولو غنى عني سيكون أفضل، فالمغرب ذاهب إلى المجهول، وعادل الميلودي علامة من العلامات. إنه إشارة. ونور نهتدي به ليقودنا جميعا إلى الهاوية، ويا ما مدحته، ويا استمعت إليه، لأني أعرف أنه نذير المستقبل القادم، وبشارة الغد، ميليتوس: لقد أساء سقراط لمؤسسة الزواج، فكيف لشخص متهتك ومنحل مثله أن يتزوج؟ سقراط: أنا ألعب أيها الأثينيون وأتسلى، وميليتوس يكره اللعب، وزوجتي تلعب معي وبي، وأنا ألعب معها وبها، وقد تزوجنا لنمؤسس اللعب، وتزوجنا لنضحك. ثم أليس الغرض من الزواج هو السعادة، لكني أفهم من الاتهامات الموجهة إلي أن الهدف منه هو تحقيق النكد والاستعداد للموت. لقد كان أمثالي في المغرب من القديم، والجديد هو الفيسبوك، وهو اللايف، والنهود أيضا قديمة، كما أن الخمر قديم، وسبيسيال أيضا. أنيتوس: في الدقيقة الخامسة والستين وعشر ثوان، كادت غيثة تخلع ملابسها، وهذا في نظري يشكل خطرا على الأثينيين، فماذا لو تعرت كل زوجة، ماذا سيقع، وماذا ستقول عنا الآلهة، وأي عقاب ينتظرنا من هي هيرا ربة الزواج، وشقيقة وزوجة زوس، وحتى أفروديت لن تقبل ما فعلته غيثة! سقراط: قلت كادت تتعرى، لكنها لم تفعل، من حسن حظ أثينا أنها لم تفعل ذلك، ولو تعرت لزال البلوكاج الحكومي. نحن بشر ولسنا آلهة، وسيدعي ميليتوس أني سبب كل الأزمات في المغرب، لكني مجرد سقراط، وليس المشكل في غيثة أن تتعرى أم لا، بل في النظر إليها، وبمجرد أن تنظر إليها لا يمكنك إلا أن تحتج عليها، وتقول لها ما هذا يا غيثة. ما هذا يا غيثة، ومنذ أن التقينا وأنا أطرح عليها هذا السؤال ومازلت، وفي النهاية تزوجهتها، أنا نفسي لا أصدق أيها الأثينيون. واسألوا أفلاطون، اسألوا كل أصدقائي، وتلامذتي هل أخذت منهم فلسا، وهل أفسدتهم، إنهم يستمعون إلي منذ سنوات، ولا أحد منهم يتفق مع ميليتوس وأنيتوس. فماذا سيقول العالم عنا أيها الأثينيون، ماذا سيقول الأغيار، ماذا سيقول الفرس. هل سيقولون إن أثينا طردت سقراط من الفيسبوك، بدعوى أن غيثة كادت تتعرى. أنا فعلا كارثة وفضيحة أيها الأثينيون أنا عريكم يا أهلي وأمراضكم ومخاوفكم التي جاء الفيسبوك وجاء اللايف ليكشفها أنا مشهور بسببكم أنا فضيحتكم وعاركم ولولاكم لما كنتُ، ولما كانت غيثة ولبقينا مجرد زوجين يشربان ويمزحان والعالم كله ضيف في شقتهما يتملى في الخطر الذي تشكله غيثة تلك النمرة التي تلتهم الرجال ويتبعونها في الفيسبوك رغم المخاطر وينتظرون منها أن تخلع ملابسها ويشتمونها ويتفرجون ويتلمظون ويسيل لعابهم أليس كذلك يا ميليتوس أليس كذلك أيها الأثينيون أليس كذلك يا سعادة القاضي.