تحت شعار "الحسيمة عاصمة الثقافات المتوسطية"، إفتتح مهرجان النكور فعاليات دورته الثامنة، مساء اليوم الخميس 26 يناير الجاري، بقاعة العروض بدار الثقافة وسط مدينة الحسيمة، بحضور أسماء لامعة وافدة من شتى الأقطار ومن مختلف المدن المغربية، إلى جانب شخصيات وازنة، وفعاليات مدنية وجمعوية فضلا عن حشود غفيرة من عشاق أبي الفنون. تميز حفل إفتتاح ملتقى "النكور"، الذي دأبت على تنظيمه جمعية "ثيفسوين للمسرح الأمازيغي، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، بتخصيص تكريم حافل للممثل المغربي القدير عبد الرحيم المنياري، الذي سلم له الذراع التذكاري للمهرجان، وبدوره أعرب المحتفى به عن سعادته بهذا التكريم، شاكرا ساكنة الحسيمة عن حفاوة الإستقبال كلما حل بالحاضرة الريفية، داعيا المسؤولين إلى إيلاء الإهتمام بالركح. كما كرّم المهرجان الدكتورة فوزية المسعودي سليلة منطقة الريف، عرفانا لها بإنجازاتها في ميدان تخصصها المتعلق بهندة التكوين والتعلم الإلكتروني، والذي حصلت في مجاله على جائزة عالمية لأفضل أطروحة في تقنيات التعليم بجامعة مونس ببلجيكا، وبهذه المناسبة السارة أفصحت المكرمة عن كبير إعتزازها بالإحتفاء بها، مؤكدة على أنه يتميز عن باقي التكريمات العالمية والوطنية بكونه بمسقط رأسها. هذا وقد تخلل برنامج اليوم الإفتتاحي، كوكتيلا من عدة فقرات فنية وثقافية ووصلات موسيقية أداها الفنان الريفي كريم المرسي، بحيث عزف على آلة القيثارة أشهر أغانيه التي تفاعل معها الجمهور بشكل حماسي. وقد بصم أعضاء فرقة تفسوين للمسرح الأمازيغي، بنجاح على عرض مسرحية "بيريكولا" الناطقة بالريفية، بحيث تواصلت التصفيقات بشكل عارم للجماهير الحاضرة، ويتمحور موضوع المسرحية حول قضية الهجرة من خلال أحداث تصنعها شخصيات "موح" و"طافا" و"ربيعة"، ويكتشف الجمهور من خلال الأحداث أهم المحطات في حياة هذه الشخصيات والدواعي التي دفعت كلا منهم إلى اتخاذ قرار الهجرة، فضلا عن آمالهم وآلامهم وخلفياتهم السوسيو ثقافية. ومن المقرر أن يواصل المهرجان إشعاع فعالياته، يوم غد الجمعة، بإقامة حفل توقيع إصدارات جديدة، علاوة على تنظيم ورشة تكوينية لفائدة الأطر التربوية في مجال السلامة الطرقية وذلك خلال فترة الصباح، فيما إبان الفترة المسائية سيتم عرض مسرحيتين وهما "اللعب" و "اليوم الثامن من الأسبوع".