انطلقت مساء يومه الثلاثاء 18 نونبر الجاري، على إيقاع الهدوء الجذّاب الذي يميز مدينة الحسيمة خلال هذه الفترة، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان النكور المنظم في نفس الموعد من طرف جمعية تفسوين للمسرح الأمازيغي بذات المدينة. سعيد أبرنوص، مدير المهرجان، رحّب في كلمته الافتتاحية بضيوف وأصدقاء والوفود المشاركة في الدورة السادسة التي تتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس ذات الجمعية المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية. كما أكد على سعي الجهة المنظمة لتطوير مضمون هذا المهرجان والرقي به. من جهته، أكد أحمد السّمار، رئيس جمعية تفسوين للمسرح الأمازيغي، في معرض كلمة المهرجان التي ألقاها، على أهمية المناخ الثقافي والفني والاشعاع الذي تولد في خضم تنظيم دورات مهرجان النكور بالحسيمة. الممثل حسن الفذ، المدير الشرفي لهذا العرس الثقافي والفنّي، الذي يعد من أهم مكاسب دورات المهرجان، قال في كلمته خلال افتتاح الدورة السادسة بالحسيمة، أنه تربطه علاقة حميمية بهذه المدينة منذ فترة الطفولة من خلال بطاقة بريدية ظلت تؤثث فضاء المنزل الذي كبر فيه. كما أكد على عشقه للحسيمة وللمهرجان ولعمقه ومضمونه والمشرفون عليه. بعد ذلك، انتقل الحاضرون لحفل افتتاح الدورة السادسة لمهرجان النكور لمتابعة لوحة فنية قدمها الفنان محمد باريز القادم من مراكش والتي أتحفى وأبدع من خلالها. قبل أن تأتي اللحظة الفارقة في هذا الافتتاح التي انتظرها المتتبعون، وهي لحظة التكريمات لشخصيات فاعلة ووازنة اعترافا بعطاءها، وهو ما يعد من أهم فقرات مهرجان جمعية تفسوين للمسرح. د. فاضل الجاف، الأستاذ المحاضر وصاحب أعمال هامة في المسرح والترجمة الذي درس بالسويد وروسيا، والقادم من بلاد كردستان العراق، كان في مقدمة المُكرّمين خلال هذه الدورة، حيث قُدّم له ذرع وتذكار المهرجان. كما أكد فاضل الجاف في كلمته بالمناسبة على سعادته بالحضور إلى الحسمة والريف، حيث نقل تحايا وزير الثقافة الكوردي للمهرجان. كما قال بوجود أواصر التقارب الثقافي بين الشعب الأمازيغي والكوردي. وعبر المحتفى به عن أهمية المسرح لكونه نافذة على الحياة وفضاءات الثقافات الأخرى. أما الاسم الفني الثاني المحتفى به خلال ذات الدّورة، فكان هو الممثلة المغربية فاطمة خير، ابنة الدارالبيضاء والمزدادة سنة 1967، التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بتلقائية وذات الرصيد المسرحي والتلفزي والسينمائي، وقد عبرت فاطمة خير في كلمتها عن شكرها لساكنة مدينة الحسيمة ولإدارة المهرجان. كما أكدت على نجاح مهرجان النكور. وقد تسلمت هي الأخرى تذكار ودرع التكريم. أما الأيقونة الثالثة التي احتفى بعطاءها وكرّمها هذا المهرجان اعترافاً بمنجزاته، فكان هو ميمون الرّحموني، عضو مجموعة إثران الغنائية والمزداد سنة 1963 بالناظور، وقد اعتبره الصحفي مصطفى البوزياني في شهادته المؤثرة هرم من أهرامات الأغنية الامازيغية. كما قال المحتفى به أنه مجموعة إثران حملت رسالة الأغنية العصرية بالريف. كما تحدث عن علاقته بمدينة الحسيمة التي تعود جذورها لنهاية السبعينيات، أي منذ اللحظات الأولى في بدايات مشواره ومساره الفني، وقد قوبل باستقبال وتفاعل من طرف الجمهور والحضور من فعاليات ثقافية وفنية وجمعوية، قبل أن يتسلم هو الآخر درع وتذكار المهرجان. وكانت الفقرة الأخيرة التي طبعت هذا الافتتاح، عبارة عن رسم لوحة فنية من طرف محمد أزواغ، وهي اللوحة التي تجسد جزيرة النكور والمُتّخذة كشعار ورمز لمهرجان المسرح، وهو التذكار الذي سلم للفنان حسن الفذ صديق ومدير الادارة الشرفية. المزيد من الصور و الفيديو بعد قليل