سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عادي، عادي، وطبيعي جدا ما حدث في الحسيمة! في أمريكا يقتل السود رميا بالرصاص كما قال سعد الدين العثماني، ولا شيء يستدعي الاحتجاج كما قال بنكيران، فما وقع عادي وطبيعي جدا أيها الشعب العاطفي
عادي. عادي. وطبيعي. طبيعي جدا ما حدث في الحسيمة. ففي أمريكا يقتل السود رميا بالرصاص. وفي أمريكا أكبر الديمقراطيات في العالم يقتل رجال الأمن السود. كما قال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع "فبراير". وقبله قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران: إنه لا معنى للاحتجاج. فالأمر عادي. عادي جدا. وطبيعي. طبيعي جدا، جدا. و علينا ألا ننساق خلف العاطفة، كما ذكرنا بذلك نفس سعد الدين العثماني. لكننا للأسف شعب عاطفي. وأي شيء يؤثر فينا. أي منظر يبكينا. أي حدث مهما كان تافها وبسيطا يجعلنا نتألم. حتى منظر مغربي مفروم في شاحنة أزبال جعلنا نغضب، بينما الأمر عادي، وطبيعي جدا، ويقع حتى في الدول المتقدمة. حتى هذا الحدث البسيط جعل الناس يغضبون ويشعرون بالحكرة، بينما في أمريكا يقتل رجال الأمن السود، وفي كل مرة يقتل رجال الأمن الأمريكيين السود. ومغربي مطحون لا شيء مقارنة بما يحدث في أمريكا لا أحد يستفزه هذا المنظر كما استفزكم وأغضبكم أيها المغاربة. عادي. عادي. وطبيعي جدا. حسب حكمة العثماني ومنطقه وعقلانيته، لكن قل لنا يا سعد الدين العثماتي. قُلْ لنا من هم السود في الحالة المغربية. ونقدر فيك رباطة الجأش، ورجاحة العقل، وعدم الانسياق للعاطفة وللانفعال، ولذلك نطلب منك أن تقول لنا من هم السود في هذه القصة. من منا يجب بين الفينة والأخرى فرمهم وطحنهم وعجنهم. من أيها الطبيب النفسي ورجل الدين يجب قتلهم في المغرب، بين الفينة والأخرى، كما يقتل السود في أمريكا. فالأمر عادي وطبيعي. ونريد منك فقط أن تدلنا على السود، كي لا نخطىء مرة أخرى ونغضب ونحزن ونحتج دون سبب مقنع. لكننا نبالغ للأسف، ونبكي ونشعر بالعار لأتفه الأسباب، والحال أن القضية لا تتعدى شخصا طحن في شاحنة أزبال، وأي احتجاج لا معنى له، ولا فائدة منه. وحتى التنفيس عن الغضب صار حزب العدالة والتنمية يبخل علينا به. حتى الحزن والتعبير عن الحزن. حتى الاحتجاج والتعبير عن الرفض. حتى البكاء صار حزب البكائين والمولولين يمنعنا منه. ليبكي هو حده. ليبكي بنكيران ويشكك في العدالة ويشكك في وزارة الداخلية ويشكك في كل شيء. بينما المغاربة لا معنى لتأثرهم ولا معنى لاحتجاجهم ولا معنى لغضبهم بعد أن شاهدوا مواطنا مغربيا يفرم في شاحنة قمامة. فما حدث طبيعي كما قال مفكر الحزب سعد الدين الثعثماني وعادي جدا، ولا يدعو إلى كل هذا التهويل، وهذه الضجة، وهذه الاحتجاجات. بهدوء وبرودة دم لا يمكن أن تتوقعها من أي إنسان، وتظن أنهم لفقوا له هذا التصريح، بينما ما قاله حقيقي للأسف. فالسود في أمريكا يقتلون رميا بالرصاص والسوريين يقتلون بالبراميل المتفجرة التي تسقط عليهم من السماء والهنود تعرضوا للإبادة وليس غريبا أن يقتل المغربي مفروما ولكل طريقته في القتل عادي عادي جدا وطبيعي وكل هذا لا يستدعي أي احتجاج ولا غضب ولا بكاء إنها مهن ومشاعر خاصة بحزب العدالة والتنمية وقد احتكرها لنفسه ويمنع منعا قطعيا على المغاربة توظيفها. إنه مجرد مغربي مفروم عادي وطبيعي ولا يستحق كل هذا الاحتجاج أيها الشعب العاطفي أيها الشعب المندفع وهذا هو الدرس الذي يلقنه لكم حزب العقلانيين حزب العدالة والتنمية الذي يكتسح الانتخابات بالعاطفة والعويل والولولة ويحكم ببرودة الدم الدم نفسه والذي بكلمة من بنكيران يتجمد في عروق كل الأتباع.