بدا مستشارو حزب العدالة والتنمية بمجلس جهة مدينة الدارالبيضاء صباح اليوم الاثنين أكثر كياسة وإن أبدوا معارضة شرسة في نفس الوقت، وهم يتوجهون بالكلام إلى مصطفى بكوري، رئيس مجلس الجهة ونوابه الثمانية اللذين جلسوا في المنصة أثناء انعقاد دورة أكتوبر المخصصة لبرمجة ميزانية سنة 2016. وعاب عبد الملك لحكيلي، رئيس مقاطعة عين الشق وعضو مجلس الجهة على رئيس المجلس بكوري القائد السابق لحزب الأصالة والمعاصرة عدم إشراك المستشارين في اللجن لوضع خطط ومشاريع من شأنها أن تعود بالنفع وتترك أثرا ملموسا على مستوى تحسين عيش سكان العاصمة الاقتصادية. وتساءل مستشارو « البي جي جي » عن مدى استيعاب المكتب المسير لمجلس الجهة للمقتضيات الدستورية التي نزعت مسألة الإمارة بالصرف من الولاة والعمال لتجعلها موكولة لمجالس الجهات، ملمحين غلى وجود « غموض كبير » فيما يتعلق ببرمجة ميزانية 2017 التي تتضمن نسبة ثلثين منها تسديد الإلتزامات المتفق عليها في عهد المجلس السابق، وعن عرض صفقات ومشاريع لم يتم التداول بشأنها داخل اللجن المختصة مما يفقد المجلس هيبته وحرمته. وهكذا تمكن بكوري من تمرير مشروع ميزانية سنة 2017 الذي قاطع خالد سفير والي الجهة بالمصادقة على مشروع الميزانية بتصويت 34 مستشارا لفائدته ومعارضة 26 مستشارا من حزب العدالة والتنمية في مجلس الجهة الذي يضم 75 مستشارا. وعارض مستشارو حزب العدالة والتنمية أيضا النقطة المتعلقة بمشروع برمجة اعتمادات في إطار الفائض التقديري للميزانية برسم سنة 2017. وتبلغ ميزانية 2017 لمجلس جهة كازا سطات أزيد من 411 مليون درهم، وقد تم الرفع منها مقارنة مع سنة 2016 التي كان ميزانيتها تقدر ب 302 مليون درهم، اي بارتفاع بلغ نسبة 36 في المائة. وبالرغم من كون رئيس مجلس الجهة بكوري الذي سبق له أن عقد لقاءات تشاورية مع الوالي في مختلف العمالات والأقاليم سبق له أن تحدث عن ما أسماه قبل الحملة الانتخابية لحزبه ببرنامج »مسالك » من أجل فك العزلة عن العالم القروي بجهة كازا سطات ،فإن مشروع ميزانية مجلس الجهة بالنسبة لسنة 2017 لم يتضمن أية إشارة تذكر لبرنامج « مسالك ».