— توجد عدة اسباب تجعل بلجيكا مشتلا للارهابيين من بينها كونها معقل للسلفية الجهادية و الوهابية منذ السبتينات بدعم سعودي و تواطؤ حكومي بلجيكي اذ من المعروف تاريخيا ان الملك البلجيكي الاسبق بووان الذي سال لعابه من اجل صفقة على البترول مع السعوديين استقبل الملك السعودي الراحل الملك فيصل في بروكسيل عام 1967 ومنحه ارضا يقيم عليها مسجدا يصبح اكبر مسجد اسلامي في اوروبا ويشترط ان يكون تحت الادارة السعودية و مشايخه و ائمته من السعودية ايضا مقابل صفقة على البترول وفي هذا الوقت كانت بلجيكا تستقبل العمال المغاربة و الاتراك ، الحكومة البلجيكية لم تكن تفكر في وضعهم الاجتماعي و اندماجهم حينها ولهذا منحت الارض للسعودية للكراء مجانا ل99 سنة في المنطقة الاوروبية الفخمة وسط بروكسيل و السعودية في عشر سنوات بنت مسجدا كبيرا و مركزا اسلاميا تناوب على تقديم الدروس فيه عشرات من مشايخ الوهابية. بل ان الحكومة البلجيكية اعتبرت المسجد المخاطب الرسمي الوحيد الممثل للمسلمين و النتيجة بعد عشرات السنين ن تغير نمط تدين المغاربة و الاتراك و اصبحوا اكثر وهابية و تشددا على ما هو تدينهم الاصلي. لقد تمت اعادة "اسلمتهم" وهي استراتيجية سعودية قديمة عملتها في اندونيسيا و ماليزيا و نيجيريا و غيرها من البلدان التي كانت امنة و تعرف تعايشا مع المسحيين و الشيعة و غيرهم ولكن بتدخل من السعودية و دروسها ومساجدها و كتبها المجانية و برامج تكوين الدعاة الشباب في مكة و المدينة لسنوات جعل تركيبة هذه البلدان تتغير و تسقط في شراك الطائفية و الحروب اذ ان المذهب الذي تسوق له وهو الوهابية رغم انه يضمن ولاء المسلمين للحاكم باعتباره ولي الامر وهو مايعجب الكثير من الحكام الا انه يذكي الطائفية و التكفير و يضمن ولاءا منقطع النظير للسعودية و شيوخها. انه نفس ما تعرضت له الجالية المغربية في بلجيكا و يتعرض له المغاربة نفسهم في المغرب بسبب الفضائيات و دورالقران السلفية، فاصبح الجيل الثالث و الرابع من مغاربة بلجيكا يؤمنون بنظريات المؤامرة مستعدين لحمل السلاح يكفرون حتى اباءهم واقل فرصة ينتهزونها لممارسة العنف على من يخالفهم الرأي … ولهذا بالضبط كان من السهل تجنيد صلاح عبد السلام و اخيه في برهة رغم كونه مجرد مدمن مخدرات و لص حقير ، فتفجير نفسه و قتله للاخرين كما تعلم في مسجد السعودية سيضمن له مغفرة تامة و حورا عينا زز هذا كله حدث و لا تزال الدولة صامتة بدون تحرك – باستثناء ارسالها لبعثة تعليمية لتدريس العربية لابناء الجالية وجعل الاباء يكفون عن تدريس ابناءهم في المساجد العشوائية التي تتحكم فيها السلفية -فلا تحرك ساكنا لتأطيرهم دينيا ومحاربة الوهابية بالتعاون مع الدولة البلجيكية فهم في اخر المطاف يبقون مغاربة و يتم التذكير دوما بأصولهم المغربية في كل مصيبة.