——————————— ادا قلت لكم ان الانترنت ف كوريا الشمالية ممنوع وأن الشعب الكوري الشمالي ممنوع من استعمال الانترنت غادي تجيكم غريبة. لكن القرار ذكي من قبل النظام الكوري الشمالي. الانترنت خطير على اي نظام ديكتاتوري ف العالم. لذلك حتى الانظمة اللي ما قدراتش تمنعو ف خطرة كتراقبو وكتمنع المواقع اللي ما كيعجبوهاش، بحال النظام السعودي والايراني مثلا.
الانترنت هو أعظم اختراع بشري ف رأيي، لكونو كيجمع لك كاع فكر ومعرفة البشرية اللي بناتها على مر القرون بين يديك وف نقرة زر، بدل ما تضرب مسافة باش تقرا كتاب، كيما داروا ابائنا وعدد منكم اللي كيقرا دابا ها الشي، حنا الجيل الجديد عندنا كلشي بين يدنا وحنا مريحين ف قهوة ولا ف فراشنا.
اللي كيجعل الانترنت عظيم، بالاظافة للكم الهائل ديال المعرفة، هو حريتو و عدم خضوعو لاي قانون بشري. الانترنت مساحة حرة فيها الجميع متساوي، الفقير والغني والكبير والصغير والخدام والشومور. هذي ف رأيي خاصية ثورية ف تاريخ البشرية. لأول مرة كاع البشرية متساوية 100% وعندها حق الولوج لنفس المحتوى بغض النزر عن أي حاجة. ف 2014 كنت درت باج للاحتجاج على ضعف صبيب الانترنت ف المغرب والتمن العالي مقارنة بدول فقيرة بحالنا ف أوروبا واللي عندهم انترنت مزيان ورخيص. الصفحة ما لقاتش تجاوب من طرف مستعملي الانترنت المغاربة، لدرجة حسبت انني الوحيد اللي كنعاني من الانترنت وكاع المغاربة الانترنت عندهم مزيان ورخيص وف المتناول. سمحت ف الصفحة وما بقيتش مسوق للانترنت ف المغرب رغم انني كنعاني من ضعفو وسوء جودتو. قطع خدمة VoIP مؤخرا نقطة افاظت الكأس. لأول مرة ولى الانترنت نقاش مجتمعي ف المغرب والصحف والمواقع الالكترونية -باستثناء شي واحدين ف كرشهم العجينة- كتهضر ف الموضوع. الحملة الاونلاينية اللي تدارت واللي هدفها سحب الاعجابات من صفحات شركات الاتصالات، حاجة ايجابية صراحة وما يمكن لي الا انني نساندها، رغم انني كنشوفها ماغادي تدير والو ومجرد محاربة العرض بدل من المواجهة والقضاء على المرض والفيروس اللي مسبب الاعراض اللي كنعانيو منها. الاعراض كذلك ما يمكنش لنا نحصروها فقط ف قطع المكالمات عبر الانترنت. الانترنت ف المغرب من الاغلى والاضعف عالميا لا من ناحية الصبيب لا من ناحية الخدمات. المرض ف رأيي هو الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، واللي لسخرية الاقدار حتا اسمها غالطة فيه وباغية تقنن قطاع تقني معقد اللي كيتطور كل نهار. الجسم الحكومي اللي الهدف منو تنظيم السوق ومنع الاحتكار من طرف الشركات والانتصار للمستهلك ضد شجع الشركات كيسمح للشركات بالاحتكار وكيعطيها الحصانة القانونية باش انها تدير ما بغات. منع المكالمات الصوتية عبر الانترنت حسب الوكالة، وحسب ما قريت، هو قرار قانوني، فالوكالة ونتيجة لقوانينها القديمة واللي ما كتسايرش العصر، كتشوف ان من حق الشركات ديال الاتصالات تمنع الاتصال من الانترنت باش تحمي ارباحها من المكالمات الهاتفية (اللي أصلا متدنية الجودة)، رغم ان تقنيا الاتصال من الانترنت حاجة ومن التلفون حاجة تانية.
ف السنوات العشر الاخيرة ف الميريكان، الدولة الاكثر رأسمالية ف العالم، ناض الصداع على ما يسمى الNet Neutrality، او حيادية الانترنت. الصداع ناض من بعد ما بغات بعض شركات الانترنت انها تعطي امتيازات لمواقع معينة بدل مواقع اخرى، بلغة اخرى: مواقع الافلام بحال Netflix مثلا غتخلص بلاصتك قدر معين لشركة الانترنت كمواطن عندو كونكسيون 4 ميكا باش ملي تدخل لموقعها تولي عندك 100 ميكا وتقدر تستافد من خدماتها على أكمل وجه، بنما ملي تدخل لموقع Goud.ma، أو اي موقع اخر ما دايرش اتفاق مع شركات الاتصالات ترجع لك الكونكسيون ديال اربعة ميكا العيانة.
الفكرة تقدر تبان لك منطقية، لكن الFCC، الجسم الحكومي الميريكاني المكلف بتقنين الاتصالات وبعد احتجاج الملايين من الميريكانيين تدخل وعتبر الفكرة غير قانونية ومنعها بقرار رسمي. البيت الابيض كذلك وعلى رأسو أوباما تدخل وساند قرار الFCC وقال باللي انه ف صف المواطنين وأن الانترنت خاصو يبقى مكان الجميع فيه متساوي.
الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات اذن ماهي الا جسم حكومي مديور باش يعطي شرعية لجشع شركات الاتصالات ف المغرب وعلى رأسهم شركة السي أحيزون، اللي كنظن ونظرا لأنه كبير ف السن مازال كيعتبر المغاربة كلهم أغبياء بحال ف القرن العشرين ما فاهمين والو واللي جا يعفط عليهم من اجل مصلحة جيبو وما غاديش يعليو الراس ولا يحتجو. هاد الشي تغير مع عصر الانترنت. جدار الخوف راب حتى ف اكثر الدول دكتاتورية بحال مصر مثلا، اللي وبسبب الانترنت نظام دكتاتوي عندو عقود من التعديب والقمع راب ف ايام معدودة. اليوم ف المغرب كاينة فئة ديال مستخدمي الانترنت اللي واعيين بحقوقهم وبواجباتهم وعارفين الناس برا كيفاش عايشين وماراضينش على مستوى المعيشة ف المغرب. ا
استمرار السي احيزون ف تجاهل احتجاجات مستعملي الانترنت المغاربة كتفكرني بالايام الاخيرة ديال القذافي، اللي ستمر ف تسفيه وتجاهل مطالب الملايين من المواطنين، واللي كيما كلنا عارفين نهايتو ما يتمناها حتا واحد. ما كنقصدش هنا طبعا ان العنف من ظمن اساليب مستعملي الانترنت ف المغرب، لكن فقط تذكير أن تجاهل مطالب الشعوب دائما نهايتها كتكون سيئة، وأن أفضل طريقة لتفادي هاد السيناريوات السلبية هي التجاوب مع المطالب.
المغرب مازال ارضية خصبة ف مجال الانترنت والاتصال ومازال كاين ما يتدار، ملايين المغاربة مازال ما عندهمش الانترنت وباغيينو ومحتاجبنو، اتصالات المغرب وبدل الاحتكار من اجل الزيادة ف الارباح، المفروض تستثمر ف هاد الملايين وتوصلهم الانترنت وبتمن كيناسب القدرة الشرائية ف المغرب. الرأسمالية كتلعب على العدد والتوسع ماشي الاحتكار، الاحتكار كاين فقط ف الرأسمالية المغربية اللي نقدرو نسموها الرأسمالية بالمرقة.
كيما قلت سابقا، قطع خدمات المكالمات الصوتية هو مجرد عرض لمرض أخطر وأعمق (وعندو أعراض بزاف من ظمنها ضعف الصبيب والمحدودية ف الصبيب)، اللي هو الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، او الوكالة الوطنية لتقنين وشرعنة الاحتكار بلغة أدق. ف رأيي الخطوة الجاية خاصها تكون المطالبة بحلّ هاد الوكالة واستبدالها بواحدة اللي فعلا هدفها تقنين الاتصال وحماية مصلحة المستهلك، ماشي مصلحة كونط السي احيزون. هكا فقط غادي نكونو ضربنا عصفورين بحجر واحد ومنعنا الاحتكار وسوء الخدمات مستقبلا، أما سحب الجيمات ما هو الا البداية... ومازال مازال.