— قبل أربعة أيام حلت ذكرى موعد التاريخ الذي خططناه بساعات ارتباط من مقاهي الأنترنيت نقتصد ثمنها من أكلنا و سجائرنا .. كنت أنتظر أن يبسط رداء المحاسبة و يدفع الفاتورة لنعرف من جعل الحركة جحشا قصير الظهر و ماخورا سياسيا تدخله جماعة دينية بدون شروط و تخرج منه بدون دفع الحساب و يواصل بعدها ما تبقى من ماركس و ستالين النكاح في " ربيع الفرج المباح" المصاب بداء السيلان الظلامي..
من جعل الحركة بدون ثوابت و قواعد سلوك و دفتر تحملات سياسي ، و عوض ذلك بالعواطف الجميلة و الطيبوبة الفضائية التي تقول إنها حركة شعبية ليس لها قيادات و ليس لها سقف و ليس لها أرضية ، يعني هي و الفراغ صنوان، مباحة للفوضى السياسية العامة..
في تنظيماتهم و أحزابهم هناك قوانين و طقوس و شيوخ يكلمون الملائكة و يشاهدون الرسل و كلامهم و كتبهم تعلو و لا يعلى لها..لكن في الحركة المغبونة لا يوجد مركز و لا هوية و لا هدف ملموس يغري بالإتباع ، هناك فقط حطب شبابي يراد له الا يكثر السؤال و يكون فقط وقودا لليأس الأزلي المسمى ثورة أو قومة….
الحساب..أعطونا الحساب..أليست السياسة ممارسة مسؤولة ؟..لن نلتفت الى التهاني و ألوان الإحتفال القزحية..أعطونا الحساب أولا.. في رواية تقليدية صرخ أجدهم و قال : لماذا لم يدقوا جدران الخزان ؟..و يمكن أن نستعير السياق و نحاسبكم و نقول: لماذا لم تسقطوا النظام ؟ في المغرب بسياقه الثوري المختلف نتوفر على عوامل متعددة قد تيسر استمرار المجهود التغييري بنفس نفس عشرين فبراير حتى يتمكن من اختراق حصون مقاومة التغيير..
نتوفر على إجماع وطني على شكل الدولة باعتبارها ملكية برلمانية اجتماعية تقوم الملكية فيه بدون صمام الأمان و مرجعية للتحكيم و الترجيح، لكن الملكية لم يعد في مستطاعها أن تتحمل لوحدها عبء و نتائج المجهود التغييري دون أن يحدث ارتخاء في أدائها أو تجنح للحلول السهلة و ترتكب الأخطاء.. نحتاج الى إعادة تأهيل المشهد الحزبي و السياسي و تخريج نخب سياسية لا أحد يستطيع تخريجها بالطرق التقليدية التي كانت تعتمد على نوع من الأبوية و الوصاية، لكنها نخب يجب أن تولد نفسها بنفسها من منطلق المسؤولية الجماعية في إحداث التغيير وهذه هي المهام المستقبلية لجيل عشرين فبراير.