كشفت جريدة "لوموند" الفرنسية عن تفاصيل خطيرة، قالت إنها وردت في مكالمة هاتفية وُضعت بين أيدي القضاة، وتهم ما دار في غداء العمل الذي أكدت سفارة المغرب بباريس، في بلاغ لها منتصف الاسبوع المنتهي عن وقوعه، وهي التفاصيل التي تؤكد بالملموس أن سفارة المغرب بفرنسا، توجد فعلا في قلب فضيحة كبرى، إذ وصفت أعرق جريدة فرنسية هذا الغداء بأنه كان مثيرا للفضول. فالمكالمة الهاتفية، التي أجراها جون بيير بيشتر، عمدة كوربيسون والمقرب من السيناتور سيرج داصو، مع ماشيري گاساما، مدير مصلحة الشباب والرياضة، بعد نهاية لقاء الغداء الذي جمع العمدة وصديقه السيناتور، بالدبلوماسي المغربي، كشف فيها أن الاجتماع مع الرجل الثاني في سفارة المغرب، "رسمياانعقد تحت يافطة شراء المغرب لطائرات رافال إف 16"، و"بشكل غير رسمي، تم الحديث عن المدينة، وعن هؤلاء المهرجون، الذين يؤرقون بال رجل الاعمال، ووسائل إسكاتهم".
ووفق ما كشفته "لوموند" عن اللقاء الذي كان يرمي أساسا الى التداول في طريقة إسكات الملاكم الفرنسي من أصل مغربي "فتاح هو" الذي ينوي فضح أسرار شراء رجل الاعمال وتاجر الطائرات والسلاح للاصوات الانتخابية بالضواحي الفرنسية الفقيرة (تقطنها الجاليات المسلمة)، فجون بيير بيشتر، أعد لهذا الغداء بعناية كبيرة، واتصل بماشيري گاساما، مدير مصلحة الشباب والرياضة بمدينة كوربيسون، "من أجل تذكيره بضرورة إرسال الاسماء والعناوين الدقيقة للمهرجين والهواتف"، ف"الغداء نظم خصيصا من أجل هذا الموضوع"، ثم انطلق يحكي في الهاتف عن مادار في الغداء مع الدبلوماسي المغربي. ما كشفت عنه "لوموند" جاء فيه، أن مستشار السفير المغربي (رياض رمزي)، قال عنه العمدة في الهاتف، أنه "أبدى تفهما"، شبيهٍ بوضعية الكلب الذي يمرر لسانه على شفتيه تلذذا، فقال (الدبلوماسي) "نعم، نعم، نعم.. غادي نتكلفو، يا سيدي داصو، لا تقلقوا.. إن السفير الجديد، وما سأقوله سيُفرحكم، هو الوزير السابق للداخلية"، وهذا الأمر عقب عنه بيشتر في حديثه الهاتفي مع مدير مصلحة الشباب، "أحس أنهما (يقصد الملاكم فتاح هو ومواطن آخر) عندما يصلان الى المغرب، سيتفاجآن بالاستقبال بمجرد هبوطهما من الطائرة"، فرد عليه مدير الشباب والرياضة "هذا خبر جيد، غادي نسلّو واحد الشوكة"، ثم رد عليه العمدة بيشتر "أووو.. اللعنة، هذا صحيح"!
المثير في هذه القضية، أن إسم الملك محمد السادس أقحم فيها أيضا، وذلك عندما كشفت "لوموند"، في سياق آخر، أن ماشيري گاساما، مدير الشباب والرياضة بالمدينة، أسر ليونس بونوارة، وهذا الأخير هو الذي أطلق النار في فبراير من السنة الماضية على الملاكم فتاح هو، (أسر) له، أن "فتاح ستكون له مشاكل مع البوليس المغربي.. لدي انطباع أنه سيتم توقيفه من أجل الابتزاز بالمغرب.. لأن الشرطة الفرنسية لا تقوم بشيء.. فإذا ابتز الناس أصدقاء ملك المغرب، يبدو بالملموس، أنهم إذا كانوا مغاربة، يعادون إلى رشدهم"!