أجرى الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، أول أمس الخميس بمدريد، مباحثات مع كاتب الدولة الاسباني للشؤون الخارجية، إغناسيو إيبانييز. واستعرض الجانبان خلال هذا اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد كاتب الدولة الإسباني بالمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يشكل إطارا مرجعيا للبلدان الأخرى في الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص. وشدد على حاجة البلدين لتعزيزها أكثر. كما أشار الجانب الإسباني، في هذا السياق، إلى الدور الريادي للمغرب في إفريقيا، ومصلحة اسبانيا في الاعتماد على دعم المملكة كأرضية نحو الأسواق الإفريقية. من جهته، أكد بوريطة أن المغرب يتقاسم الرؤية نفسها مع إسبانيا في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيدا بالشراكة السياسية الممتازة وعلاقة الثقة المتبادلة بين البلدين. كما أشاد بالبنيات القائمة والاتصالات المستمرة والسلسة إن على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف. وقال الوزير إن إسبانيا تعد الآن الشريك الرئيسي للمغرب على مختلف المستويات، لاسيما الاقتصادية والأمنية، مذكرا في الوقت ذاته بأن الشراكة الثنائية لا يجب أن تكون ظرفية بل هيكلية وتوافقية. وبعد أن ذكر بأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ما فتئ يتعزز، قال السيد بوريطة إن إطلاق النموذج التنموي الجديد بالعيون وبرنامج الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، الذي رصد له غلاف بقيمة 10 مليار دولار، يتيح فرصا هائلة للشركات الإسبانية. ودعا الوزير، في هذا السياق المقاولات الإسبانية إلى المشاركة في المشاريع المهيكلة في المجالين الاجتماعي والبنية التحتية، لاسيما، في إطار المناقصات التي أطلقها المغرب. وأوضح السيد بوريطة، من جهة أخرى، أن عمل المملكة على المستوى المتعدد الأطراف برسم سنة 2016 سيتم في إطار شمولي، خاصة مكافحة الإرهاب، وحماية البيئة، والهجرة، مجددا التزام الرباط بمواصلة جهودها في إطار مختلف مجموعات العمل الحالية. وشكل هذا اللقاء، الذي جرى بحضور سفير المغرب في إسبانيا السيد محمد فاضل بنيعيش، مناسبة لتبادل وجهات النظر حول بعض القضايا الدولية الراهنة. هاد الزيارة الاولى لبوريطة منذ تعيينه وزيرا منتدبا مكلفا بالخارجية في المجلس الوزاري المنعقد قبل اسبوعين بمدينة العيون. السيد بدا صحيح ومشى لبلاد مهمة بزاف بزاف للمغرب. زيارة تأتي في ظل ازمة سياسية غير مسبوقة تعرفها اسبانيا. اذ لم تتمكن الاحزاب السياسية من خلق تحالف لقيادة الحكومة بعد انتخابات لم تعط في سابقة منذ 1978 اغلبية لاي حزب