أكد كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية إغناسيو إيبانيث أمس الاثنين بمدريد، أن التمرين المشترك حول النقل الآمن للمواد النووية المشعة من ميناء الجزيرة الخضراء (إسبانيا) إلى ميناء طنجة المتوسط (المغرب)، الذي أطلق عليه "غيت تو أفريكا " يعد مبادرة رائدة تعكس تميز العلاقات الثنائية. وأضاف المسؤول الاسباني خلال حفل تقديم هذه المناورات بحضور الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أن هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها بلدان جاران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمرينا مشتركا يتعلق بمجال سلامة النقل البحري للمواد النووية المشعة .
وأبرز ايبانيث أن هذا التمرين "الطموح" ينفذ في منطقة "حساسة "، معربا عن ارتياحه للمستوى الممتاز للتعاون بين المغرب وإسبانيا من أجل إعداد هذه المبادرة، وكذا التزام المملكة في مجال مكافحة الإرهاب النووي.
وأشار وزير الدولة الاسباني، علاوة على ذلك، إلى أن التهديد باستخدام المواد المشعة من قبل الإرهابيين هو أمر حقيقي، داعيا المجتمع الدولي لتعزيز قدراته للوقاية والتدخل لمواجهة هذه التحديات الأمنية.
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو على الأهمية الحاسمة للتعاون الدولي والمبادرات المشتركة ، مثل مناورات "غيت تو أفريكا" في مكافحة الإرهاب النووي .
وبعد أن ذكر أن نقل المواد المشعة هي المرحلة الأكثر أهمية في حياة هذه المواد، أشار إلى أن هذا التمرين المنظم من قبل إسبانيا والمغرب من شأنه أن يساعد جميع البلدان الأعضاء في الوكالة في جهودها في هذا المجال.
من جانبه أكد ناصر بوريطة، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن المناورات المشتركة حول النقل الآمن للمواد النووية المشعة من ميناء الجزيرة الخضراء (إسبانيا) إلى ميناء طنجة المتوسط (المغرب) ، تكرس دور المغرب كفاعل من أجل السلام والأمن الإقليميين.
وأوضح بوريطة، خلال حفل تقديم هذه المناورات، أن المغرب يعتبر حاليا أداة لفرض الاستقرار الإقليمي وفاعلا رئيسيا من أجل الاستقرار في منطقة الساحل وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وقال بوريطة، حسب ما أوردته و م ع، إن هذه العملية المشتركة المغربية الاسبانية التي نظمت بالتعاون مع منظمة دولية بمثل أهمية وكالة الطاقة الذرية ، هي وسيلة لكلا البلدين لوضع تعاونهما الثنائي الممتاز في خدمة الأمن والسلام في المنطقة ، مؤكدا على أن "هذه العملية هي انعكاس لهذه الروح".
وأضاف أنه ، علاوة على ذلك، فإن هذا التمرين يعكس نوعية العلاقات الثنائية الاستثنائية ، والتنسيق الدائم بين البلدين ، والمقاربة المشتركة والمنسقة من أجل مواجهة التحديات الأمنية على مستوى ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأشار المسؤول المغربي إلى أن هذه المبادرة التي يساهم فيها عدد من الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، تشكل اعترافا بالخبرة والتجربة التي تتمتع بها أجهزة الأمن المغربية في مجال معالجة وإدارة مثل هذه التحديات.
من جهة أخرى، عقد بوريطة اجتماعا مع كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية، اغناسيو ايبانيث، تطرق بشكل خاص الى حالة العلاقات الثنائية وآخر تطورات القضية الوطنية.
وحضر اللقاء سفير صاحب الجلالة لدى إسبانيا، محمد فاضل بنيعيش ، ومدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عز الدين فرحان .
ويبدأ المغرب وإسبانيا اليوم الثلاثاء تمرينا مشتركا حول النقل الآمن عن الطريق البحري، للمواد النووية المشعة من ميناء الجزيرة الخضراء (إسبانيا) إلى ميناء طنجة المتوسط (المغرب)، ينظم بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
و يهدف هذا التمرين الذي يستمر ثلاثة أيام ، والذي أطلق عليه "غيت تو أفريكا"، وهو الأول من نوعه الذي ينظم بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في مجال نقل المواد النووية المشعة، إلى تقييم وتحسين القدرات في مجال التنسيق و التشاور، وتدبير الأزمات وتنظيم عملية التدخل في حالات الطوارئ الإشعاعية الناجمة عن فعل إجرامي أو إرهابي.
وسيتم تنظيم عملية "غيت تو أفريكا" ، التي ستعرف مشاركة 60 ملاحظا من الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على مرحلتين، أولاهما عبارة عن تمرين نظري يتم من خلاله بحث الترتيبات المعمول بها دوليا في مجال نقل المواد الإشعاعية، وكذا ردود السلطات المختصة إزاء أي تهديد إرهابي.
أما المرحلة الثانية من العملية، فستكون عبارة عن نشاط تطبيقي في عرض البحر المتوسط يتعلق برد مشترك على فعل إجرامي يقع في المياه الإقليمية للبلدين الفاصلة بين مينائي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، ويتيح للمصالح الأمنية المغربية والإسبانية مواجهة هذا الاعتداء واختبار آليتهما في التنسيق والرد . ويشكل تمرين "غيت تو أفريكا" مساهمة أساسية لتعزيز النظام العالمي للأمن النووي، ولأعمال المؤتمر الرابع حول الأمن النووي، الذي سينعقد بواشنطن في مارس / أبريل 2016.