أعلن البرلمان الإسباني أن موقفه إزاء قضية الصحراء "قريب من موقف المغرب " . وفي تصريح للناطق باسم لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الإسباني ، خوصي ماريا بينيتو، أن "التفاهم حول قضية الصحراء مهم ، وأن موقفنا قريب من موقف المغرب ". ويعتبر بينيتو عضوا في الحزب الشعبي الإسباني (الحاكم) ، علما أن الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمّالي يشكّلان معا أكبر هيئتين في المشهد السياسي الإسباني .وأضاف المسؤول الإسباني أنه "باستثناء بعض الأصوات ، فإن للحزبين الشعبي والاشتراكي مقاربة تشجع الأخذ بخيار الحكم الذاتي ، وهو اقتراح قدمه المغرب." فيما يتعلق بالجهود التي ستقوم بها إسبانيا في هذا الاتجاه ، أوضح النائب الإسباني أن حكومة بلده "ستعمل داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، ابتداء من شهر يناير القادم ، على دعم المقترح المغربي". ويرى المراقبون في هذا التوجه الإسباني أن مدريد أصبحت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى على العمل من أجل حل "سياسي" دائم ومتفّق عليه بين الأطراف المعنية . ومن جهته وصف كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية إغناسيو إيبانيز روبيو،اول امس الثلاثاء، العلاقات السياسية القائمة بين المغرب وبلاده ب"الممتازة". وأوضح المسؤول الإسباني، لدى استقباله وفدا من الصحفيين المغاربة يقوم بزيارة لإسبانيا تستمر ثلاثة أيام، أن "العلاقات السياسية بين الحكومتين ممتازة"، مبرزا الروابط التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس. وأضاف أن هذه العلاقات الثنائية تتعزز أكثر فأكثر من خلال الاجتماعات والمنتديات التي تعقد بانتظام بين البلدين، مشيرا إلى أن الاجتماع المقبل من مستوى عال، الذي يشكل موعدا هاما، سيعقد "قريبا" بالعاصمة الإسبانية مدريد. وتابع كاتب الدولة الإسباني أن العلاقات المغربية الإسبانية تمر ب"لحظة مهمة" على جميع المستويات، مشيرا إلى أنه اختار المغرب كأول وجهة في إطار زياراته للخارج بعد تعيينه في 14 نونبر الماضي. وقال المسؤول الإسباني "توجهت في 25 نونبر الماضي إلى الرباط في إطار أول زيارة لي للخارج، والتقيت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة مباركة بوعيدة، التي استعرضت معها القضايا ذات الاهتمام المشترك، والقضايا الإقليمية". في السياق ذاته ، قال السيد إيبانيز إن اسبانيا تعمل على تعزيز علاقات التعاون مع المغرب في كافة المجالات، لاسيما في ميادين الاقتصاد والدفاع والعدالة ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مبزرا أن بلاده "ترحب وتشيد" بمستوى هذا التعاون. وبخصوص الجانب الاقتصادي، أشار المسؤول الإسباني إلى أن المغرب يشكل "سوقا مهما" للمقاولات الايبيرية، مذكرا بأن المملكة أضحت الشريك الاقتصادي الثاني لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي ما يتعلق بالعلاقات المتعددة الأطراف، قال السيد إبانيز إن المغرب يعد "بلدا نموذجيا" في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، مشيدا بجهود "التقارب" التي تبذلها المملكة تجاه المنظومة الأوروبية، وذلك في إطار حسن الجوار. وانتهز كاتب الدولة الإسباني، من جهة أخرى، الفرصة التي أتاحها هذا اللقاء ليجدد الشكر للمغرب على دعمه لترشح إسبانيا كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2015 -2016.