خصصت مجلة "زمان" ملفها الشهري، للعدد الأخير والموجود حاليا في الأكشاك، لمسارات محمد بن عبد الكريم الخطابي، بدءا بتعاونه مع إسبانيا قبل أن ينقلب عليها ويكبدها الهزائم، وانتهاء باستعادة مشروعه التحرري، مرورا بمنفاه الطويل في جزيرة لاريينيون. وحاول الملف الإجابة على أسئلة من قبيل: ماذا نعرف عن الخطابي قبل ثورته على الاستعمارين الاسباني والفرنسي؟ كيف كان تعامله مع السلطات الاسبانية في مليلية؟ ماذا كان موقفه من الاستفادة من التقدم الأوربي، الذي تجسده اسبانيا، لتطوير منطقته؟ وهل كانت ثورة الخطابي، والجمهورية التي أقامها وطموحاته التحررية محصورة في منطقة الريف أم أن أفقه كان أوسع؟ وماذا نعرف عن الخطابي في منفاه الطويل؟ وأخيرا، ما سر العودة المفاجئة للخطابي إلى الساحة السياسية في شمال إفريقيا، ابتداء من لحطة "تحريره" من الفرنسيين بينما كانت الباخرة التي تقله مارة بميناء بور سعيد المصري؟ ما حيثيات هذا التحرير؟ ماذا كانت نتائجه وتأثيره على تطور الأحداث في المغرب وشمال إفريقيا عموما؟ فتحت عنوان "الخطابي صديق اسبانيا"، تفيد "زمان"، استنادا لوثائق إسبانية وفرنسية، "أن بن عبد الكريم الخطابي ووالده لم يكونا عدويين لاسبانيا منذ البداية. ففي فترة معينة كانا يعتبران وجودها فرصة للاستفادة من تقدمها الحضاري، وتعاونا معها على هذا الأساس"، غير أن "خيبة الأمل العميقة التي أصابته، جعلته يدرك بأن التعاون مع اسبانيا الذي يجعله يواجه أهالي قبيلته لم يجلب له سوى المصائب والمتاعب. وعليه، فقد أدرك بمرارة، أنه لم يعد بإمكانه الاستمرار في التعاون مع الاسبان، وأن مكانه الطبيعي يكمن بجانب أفراد قريته"، وفق ما نقلته "زمان" عن المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياكا. هكذا، سينتفض الأمير بن عبد الكريم الخطابي ضد الإسبان وسيتمكن من تكبيدهم خسائر فادحة، ليعلن عن قيام جمهورية ريفية. لكن دخول فرنسا على الخط وتحالفها مع إسبانيا دفعا الأمير إلى الاستسلام وسقوط الجمهورية التي لم تعمر أكثر من أربع سنوات، أرغم بعدها الأمير على الاستسلام في ماي 1926، وليتم نفيه، رفقة عدد كبير من أفراد عائلته، إلى جزيرة لاريينيون بالمحيط الهندي. هناك، بقي حوالي 20 سنة، غير أنه استمر في مراسلات "ودية" مع السلطات الفرنسية، كما تورد وثائق من الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي. ووفق ما جاء في "زمان"، فإن الأمير لم يستعد مشروعه التحرري إلا حين حلوله بمصر، بعدما نجح وطنيون مغاربة ومصريون في ميناء بورسعيد. وليبدأ معها قصة أخرى من أجل النضال والتحرر، ضمن حركة لم تشمل هذه المرة، الريف أو المغرب وحده، بل شملت أيضا الجزائر وتونس. تفاصيل أكثر في مجلة "زمان"، العدد 28 الموجود حاليا في الأكشاك.