في سياق تداول عدد من القصاصات الإعلامية لموضوع تنامي الإحساس بانعدام الأمن بالمدنية القديمة بالدار البيضاء، نفى مصدر أمني هذه الإشاعات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن المعطيات المتوفرة والوقائع الميدانية يخالفان بشدة صحة هذه الطروحات. وفي هذا السياق، ذكر المصدر الأمني أن سبب تنامي هذه الادعاءات يعود إلى الاستغلال السلبي لواقعتين تتعلقان بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت تم تسجيلهما خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير الجاري بتراب منطقة أمن أنفا، والتي وإن كانت وقائع معزولة في الزمان والمكان، فقد تحركت مصالح الأمن بشأنها بسرعة من أجل توقيف المشتبه فيهم وتقديمهم أمام العدالة.
هذا وحسب نفس المصدر دائما، فقد تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، مساء يوم 14 يناير 2016، من توقيف شخصين من ذوي السوابق القضائي، وذلك للاشتباه في تورطهما في ارتكاب جريمة سرقة بالعنف ذهب ضحيتها أحد الأشخاص خلال الساعات الأولى من صباح نفس اليوم. وفي واقعة منفصلة، تمكنت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن أنفا، بتاريخ 14 يناير كذلك، من توقيف شقيقين يمتهنان بيع الأسماك، مشتبه في تعريضهما أحد الاشخاص للعنف تنج عنه الوفاة، وذلك بسبب نزاع حول مكان عرض سلعتهما بمنطقة باب مراكش.
يشار إلى أن أحياء المدينة القديمة، والتي تعرف حركية اقتصادية وكثافة سكانية مهمة، تخضع لتغطية أمنية متكاملة تتكون من دوريات قارة ومتنقلة لمصالح الشرطة القضائية والأمن العمومي، الأمر الذي مكن في الفترة الممتدة من 10 إلى 23 يناير الجاري من توقيف 45 شخصا متلبسين بارتكاب أفعال إجرامية تتراوح بين السرقة بالعنف وترويج المخدرات، وكذا حيازة السلاح الأبيض بدون مبرر شرعي، بالإضافة إلى توقيف 13 شخصا من المبحوث عنهم بناء على مذكرات بحث صادرة عن السلطات القضائية المختصة. هذا، وقد وختم المصدر تصريحه بالتأكيد على تفاعل مصالح الأمن الإيجابي مع انتظارات الساكنة، وحرصها الراسخ على الاستجابة الفورية لنداءات المواطنين وطلبات النجدة الموجهة للمرفق العام الشرطي، بدون قيد أو شرط، بما يضمن تكريس الاحساس العام بالأمن وترسيخ ثقافة القرب والفعالية الأمنية، وذلك ضمن استراتيجية تجمع بين المقاربتين الزجرية والاستباقية في مواجهة مظاهر الانحراف والجريمة.