سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعركة في الصحراء لمواجهة المد الانفصالي المتزايد ليست معركة تنمية فقط بل ثقة اولا. لا يعقل ان يعود كبار مؤسسي البوليساريو ويتم استبعادهم واحيانا بطريقة مذلة ولا يشركون حتى في قضايا تهم المنطقة داخليا وخارجيا
من المتوقع ان يبدأ الملك محمد السادس زيارة غير مسبوقة الى الصحراء. التركيز سيكون على جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب المعنيتين بالنزاع. الزيارة تتزامن مع الذكرى 40 للمسيرة الخضراء. طبعا هناك مشاريع كثيرة ستشهدها مدن العيون وبوجدور والسمارة واوسرد والداخلة… مشاريع ستركز على الجانب التنموي. سكان الصحراء يحتاجون الى دخول مستثمرين خواص لمساعدة الدولة في هذه المنطقة. التنمية تلعب دورا كبيرا في القضاء على الفكر الانفصالي. هذا ما ظهر في استعدادات زيارة الملك في العيون مثلا. فالمشاريع الصغيرة في الاحياء نالها شباب من المنطقة بعضهم يؤمن بالفكر الانفصالي لكن استفاذته ستغير فكره كما غيرت فكر امثاله في السابق. لكن التنمية ليس المعركة الاهم في الصحراء. هناك معركة اكبر واهم على المغرب خوضها ابتداء من هذه الزيارة وهي معركة الثقة. كسب ثقة الصحراويين واظهار ثقة اكبر فيهم. لقد تركت "اكديم ايزيك" جروحا من الصعب اخفاء اثارها. حدث تنافر غير مسبوق من الصحراويين وغير الصحراويين القادمين من مدن شمال المغرب. لم يتم القيام بامور كثيرة لتجاوز هذه الاثار النفسية. طبعا هذا ممكن اذا توفرت الارادة السياسية. العيون مثلا تعيش وضعا مختلفا لان الفاعلين الاساسيين في المدينة من والي الجهة ومنتخبين وو من ابناء المنطقة. الثقة عنصر ظل غائبا. يعتقد البعض ان الصحراء مهمة مع او بدون صحراويين وهذا خطأ كبير. فالصحراء مهمة بسكانها اولا ثم بارضها ثانيا. عاد منذ اطلاق الحسن الثاني "ان الوطن غفورا رحيما" الاف الصحراويين الى المغرب. منهم مؤسسون للجبهة. لكن لم تثق فيهم الدولة جميعهم لم تمنح لهم مناصب كبيرة وحتى اذا منحت لهم سرعان ما ابعدوا. تم تكريس صورة سلبية عن العائدين حتى عند المغاربة مفادها "غير سكتو وما تخدموش وتخلصو". عدد من هذه القيادة اكدت ل"كود" ان الثقة ما كايناش فيهم لذا يفضلون التراجع الى الخلف. هناك جهات لا تتمنى ان يشارك هؤلاء في بناء مغرب موحد غبر الدفاع عن الصحراء لانها تسعى لاحتكار هذا الملف ومعه تحافظ على كل امتيازاتها. لاحظوا معي في قضايا كبيرة ومثيرة لم يتم الاستعانة مثلا بخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الاستشاري الملكي لشؤون الصحراويين ولم يوظف بشكل جيد الصحراوي الحقوقي والصحراوي المنتخب والصحراوي رجل الاعمال. يفضلون تقديم الصحراويين باسلوب فلكلوري عوض اشراكهم في ايجاد الحلول. صحراوة الوحدويون يحتاجون الى الثقة. ثقة الدولة فيهم وثقة المؤسسات في عملهم. بلا ثقة لن يكون للتنمية فائدة