سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هاليلوليا، هاليلوليا، لقد عاد عبد الرحمن اليوسفي، وعادت معه الكتلة الوطنية! هالة ضوء تحلق فوق المكتبة الوطنية، والمؤمنون يزحفون في اتجاهها، لرؤية المعجزة وهي تتحقق
عاد عبد الرحمن اليوسفي. هاليلوليا. هاليلوليا. عاد المجاهد. مثل معجزة. وعادت معه الكتلة الوطنية. كاملة. ومزيدة ومنقحة. بعد طول غياب يظهر المهدي المنتظر. ويتلفن للمثقفين الأحرار. ويحيي ذكرى الوفاء للشهيد. ويفرح الناس. ويهلل اليتامى. وينتظرون تلك اللحظة التي سيرونه فيها واقفا وجالسا بالمكتبة الوطنية، ومتحدثا بصوته الهادىء، ومستقبلا الضيوف. هاليلوليا. هاليلوليا. كل الذين اختفوا. كل المعتزلين. كل الغائبين. كل المتقاعدين، سوف يعودون مع عودة اليوسفي، وسوف يظهرون مع ظهوره. وسوف تمطر السماء. وينبت الزرع. وتعود الحياة إلى الموتى. الله أكبر. الله أكبر. كل شيء كان متوقفا. الوقت. والساعات. والأيام. والأحداث. وها هو الزمن سيأخذ مساره الطبيعي. وسيتحرك. بعد طول جمود. هاليلوليا. هاليلوليا. من كان يظن بوجود شيء اسمه لاهوت اليسار والاتحاد والحركة الوطنية. من كان يظن أن الغيبيات تخص تيارا محددا دون غيره. لقد عاد اليوسفي. عاد الغائب الحاضر. عاد السر. لينشر العدل وليقوم الاعوجاج وليصلح السكة. تكبير. تكبير. لقد ظهر الحق. من لحم ودم. وفقأ أعين الأعداء. ما أعظم الإيمان. وما أسعد المؤمن الصادق، وهو يرى المعجزة تتحقق. والدعاء يستجاب. كم سنة. كم سنة. ونحن ننتظر. قبل أن تعود. ومن أجلك. ضعف اليسار. وتراجعت الأحزاب. وغاب القادة المخلصون. ودخل خالد عليوة إلى السجن. ثم خرج منه. وتحول ولعلو إلى عمدة يهتم بالصابو وأماكن وقوف السيارات بلا أغلبية ولا حزب. وانتطرناك. انتظرناك أيها المجاهد. يا وليا صالحا. يا معجزة تشبه معجزات الأنبياء. ورمينا حجرا في الطريق. وأفشلنا كل شيء. كي تكون عودتك مظفرة. وكي نستقبلك كمنقذ. كم سنة. كم سنة. وأنت معتزل. ونحن متأكدون ومؤمنون إيمانا أعمى أنك ستظهر. وستعود. هاليلوليا. هاليلوليا. هيأنا لك المغرب. وأزّمنا السياسة. وأفقدانها نبلها. لتعود إلينا بطلا. ومنقذا. وحكيما. وفارسا. ورسالة. وقبل الموعد المحدد. رأينا العلامات والإشارات في السماء. ورأينا الكتلة الوطنية. ورأينا الرموز. وسمعنا مكالمتك مع المعطي منجب. هاليلوليا. هاليلوليا. كانوا يقولون عنك"قاتل الانتقال"، وكنت أول زعيم يصرخون في وجهه "ارحل"، قبل الربيع العربي بسنوات، وكتبوها في أسبوعيتين. وبلغتين مختلفتين. وكان لك سبق أن يظهر غلاف مجلة بعنوان عريض"على اليوسفي أن يرحل"، وقد حدثت وقائع كثيرة، ومات من مات، وولد من ولد، وانهارت أحزاب، وانكشفت حقائق، وها أنت تعود، كأن لا شيء وقع، وكأن السياسة ستبدأ في المغرب يوم الجمعة. وبعض من الذين هاجموك في الماضي، يجعلون منك اليوم بطلا ومنقذا. هاليلوليا. هاليلوليا. كل ما حدث خلال فترة غيابك واعتزالك كان وقتا مستقطعا.هدنة. حبسا للسياسة في قارورة. ولم يكن الزمن حقيقيا. ولم تكن الوقائع إلا خيالا. وما لم تفعله وأنت وزير أول. وأنت كاتب أول. سيجيء زمنه لتفعله. اليوم وغدا وبعد غد. كأننا نبدأ اليوم. كأننا نبدأ من الصفر. وننسى. من كان يحفر الحفر. ومن كان يستشرف رحيلك وفشل التجربة. كأن لا ذاكرة لنا. كأن العالم سيخلق للتو. ولا ماض. ولا حاضر. كأن السياسة في المغرب فاقدة للذاكرة. كأن لا شيء حدث. كأن لا ارتباط بين الأحداث. ولا تفسير لها. وها أنت تعود والعالم كله فيه انتظارك الحواريون. والوزراء. ويهودا. وفريق "على اليوسفي أن يرحل". وأصحاب البشارة. والمنجمون. والخلص. والخصوم. واللاهوتيون الجدد. هاليلوليا هاليلوليا لقد عاد اليوسفي عاد المجاهد وعادت معه الحياة وعاد الإيمان بالمعجزات وبقدرة القائد والزعيم الخارقة وأنا أرى الآن نورا وهالة ضوء تحلق فوق المكتبة الوطنية وشعوبا تتقدم لاستقبال نبيها ومنقذها هاليلوليا هاليلوليا.