عاشت العديد من الأحياء الشعبية ليلة الخميس أجواء احتفال استثنائية، وفيها أجبرت موجة الصقيع الفتيات على الدخول باكرا إلى منازلهن بعد عقد تجمعات في الشوارع والأزقة وهن يضربن بالدفوف ويغنين"هذا بابا عيشور ما علينا لحكام"، فإن العشرات من القاصرين أضرموا النيران في العجلات المطاطية وأقاموا احتفالات لم تخل من عنف. للية الخمي هزت انفجارات عديدة أرجاء مدنينة الدار البيضاء، ، أبطالها أطفال صغار في مقتبل أعمارهم، جنَّدوا أنفسهم للتلاعب بالنيران، دون مراعاة من ذويهم أو منهم لسلامتهم وسلامة الجيران والمارة.
تخليد عاشوراء في المغرب، لم يعد يخل من إصابات اختلفت درجة خطورتها بين المؤدية للقتل، والبليغة منها التي تبرأ بعد حين، مخلفة عجزا في أحد أعضاء جسم المصاب.
هوس بعض الأطفال بالتفجيرات في مدينة الدارالبيضاء، جعل أذهانهم تتفتق عن أفكار جهنمية لإحداث انفجارات ذات شدة غير مسبوقة، متجاوزين بذلك الذهاب نحو درب عمر لاقتناء متفجرات تقليدية مثل"كارانجاد" و"ميسي" و"كريستيانو" أو "الزيدانية" .
وعاينت"كود" ليلة الخميس تحلق مجموعة من الأطفال في حي ياسمينة ( غير بعيد عن المقر الجهوي لإذاعة عين الشق)،حول قنينة بلاستيكية لمشروب غازي ،ويضعون فيها رقائق مقصصة من ورق الألمنيوم، وهم ينتظرون قدوم أحدهم تكلف باقتناء قنينة حمض الماء القاطع من محل للعقاقير.
كان هؤلاء الشياطين الصغار يصبون القليل من الماء القاطع على الألمنيوم ( يستبدل في حال غيابه بقطعة"كانيط" ، بعد صب"الماء القاطع" يعمدون إلى إحكام إغلاق القنينة بإحكام يتعذر معه ترك متنفس لها، يضعونها في مكان وسط الحي، فيبتعدون وأعينهم مسمرة عليها.
سرعان ما يحدث تفاعل كيميائي بين المكونين ينتج عنه غاز، يولد ضغطا هائلا داخل القارورة، التي تنتفخ لتنفجر في نهاية الأمر مسببة دويا، تكاد تنثقب له آذان القريبين منه ف ينجم عن هذا الانفجار تطاير الماء القاطع في سماء موقع الانفجار، مما يهدد سلامة كل قريب منه، والغافل حتما عن لم يعد الاحتفال ب"عيشور" يرتبط ب"الكاربون"، الذي يخلط مع الماء في قنينة بلاستيكية، يتم إحداث ثقب فيها ثم يضعون قربها النار لتنفجر بعد ذلك، فالأسلوب الحالي لا يحتاج نارا، وينم عن ظهورثقافة صنع المتفجرات لدى أطفالنا، والخوف كل الخوف من تداعي أمور كهذه قد تأتي على حيوات أطفالنا ولو ب" نيران صديقة".