الأشياء الكبيرة تبدأ صغيرة، والأمن المغربي إذا لم ينتبه اليوم إلى لعبة "القنابل اليدوية"، التي يصنعها الأطفال بمناسبة الاحتفال بعاشوراء، فإنه سيجد صعوبة في المستقبل للتصدي لها..ستكون آنذاك انتشرت كالنار في الهشيم في جميع ربوع المملكة، وقد تحيد عن الهدف الحالي من صنعها، وربما استغلها البعض في أشياء غير لعبة عاشوراء. في السابق كان الأطفال في الأحياء الشعبية يصنعون المفرقعات، بوضع مادة "الكاربون" في قارورة حليب "كيكوز"، قبل أن يتقدم أحدهم بخطى الشجعان، ليرمي بعود ثقاب مشتعل على ثُقب وسط القارورة، لتحدث بعد ذلك فرقعة يهتز لها الأطفال بالصراخ والتصفيق. وقبل بضع سنوات، طور الأطفال ألعابهم النارية، فبدأوا يضعون "الماء القاطع" في قنينة ماء فارغة من سعة لتر واحد، ثم يقومون بالتلويح بها عدة مرات في الهواء، فتبدأ القنينة في الانتفاخ بفعل المواد الكيماوية، التي يحتوي عليها ماء النار، وتبقى تنتفخ.. تنتفخ.. إلى أن تنفجر، فتحدث خوفا وهلعا بين السكان. أما اليوم، وأمام الحظر الذي فرضته السلطات على دخول الألعاب النارية للأسواق الوطنية، اخترع الأطفال، وبينهم أشخاص ناضجون، طريقة جديدة للاحتفال بعاشوراء، تتجلى في صنع مفرقعات خطيرة، يبدو أنهم نقلوا وصفتها من الانترنت، إذ يضع هؤلاء مجموعة من المواد، أغلبها متوفر في الأسواق والمتاجر، بينها ماء النار، و"جافيل"، والكبريت، والمسامير، وقنينات ماء من سعة 5 لترات، ومواد أخرى نتحفظ على ذكرها لتفادي تعميم تركيبة هذه اللعبة الخطيرة بين الأطفال، ثم يقومون بتفجير القنينة، فتتناثر منها المسامير وباقي المواد الكيماوية داخلها، فينبعث منها دخان كثيف بروائح كريهة وخانقة.. إن ما يحدث هذه الأيام، بسبب هذه "القنابل" المصنوعة بمواد محلية، في غياب أي حملة أمنية جدية للتصدي لها، تهدد مباشرة سلامة المواطنين الجسدية، وتُلحق الضرر بممتلكاتهم. وتبقى "الشّوعالة" بدورها أحد طقوس عاشوراء الأكثر خطورة، خاصة وسط الأحياء الصفيحية، إذ يتنافس الأطفال في جمع أكبر عدد من العجلات المطاطية المستعملة، فيضرمون فيها النار، بل ترافقها أحيانا أفعال فظيعة، مثل رمي بعض القطط الضالة وسط لهيبها وهي حية تُرزق.. وشوفوا اللعب الخيب فين كيوصّل.!