(من مراسل الوكالة بستوكهولم : جهاد بن شقرون //و م ع/// مع حلول شهر رمضان المبارك، يحاول مسلمو السويد، على الرغم من طول ساعات الصيام بهذا البلاد، الحفاظ على تقاليدهم في هذا الشهر الكريم في أجواء من التقوى والإيمان. ففي منطقة سكورهولمين (ضواحي ستوكهولم) تأتي العديد من الأسر المسلمة للتزود بالحلويات والمكسرات الشرقية الأخرى التي ظهرت منذ الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك. "الحلويات مثل الكعك تباع بكثرة خلال هذا الشهر الكريم"، يقول حامد، وهو تاجر تركي يبيع المنتوجات الخاصة برمضان في منطقة سكورهولمين حيث يعرض بفخر بضاعته للزبائن القادمين من مناطق مختلفة من العاصمة السويدية . وتسجل في هذا الحي، المعروف بالتواجد القوي للجالية المسلمة، حركة دؤوبة في الأسواق وبشكل جلي خلال شهر رمضان الكريم. وفي الوقت الذي تحرص فيه العديد من الأسر على إعداد الأطباق التقليدية الخاصة بهذا الشهر الكريم بعد التزود في عين المكان بالتوابل والمواد الغذائية الأخرى، فإن آخرين يتلقون "تعزيزات" من بلدانهم الأصلية. وهذا ما ينطبق على محمد، البالغ من العمر 38 عاما، والمنحدر من مدينة سلا، الذي أرسلت له عائلته الحلويات التقليدية (الشباكية، البريوات، الرغيفات.. ) وعدد من الأنواع الأخرى المميزة للمطبخ المغربي الأصيل، وذلك قبل أيام من حلول رمضان هذه السنة. وقال محمد: "حتى زوجتي السويدية مولعة بالمطبخ المغربي"، مضيفا أنه مع العمل وطول وقت الصيام، فإنه من الصعب إعداد هذه الأطباق، "لذا فإنني أتزود من المصدر"، في إشارة إلى الأطباق المعدة والمرسلة من المغرب. وتصل فترة الصوم خلال رمضان هذه السنة في مدينة ستوكهولم إلى نحو 20 ساعة، وكما هو الحال دائما حين حلول شهر رمضان في فصل الصيف، يبدأ النقاش من جديد حول فترة الصيام. وهناك من يقول بضرورة إتباع التوقيت المحلي للصلاة والإفطار حسب بلد الإقامة، وآخرون يعتبرون أن توقيت مكةالمكرمة هو الذي ينبغي اتباعه، أو الإفطار وفق توقيت أقرب بلد مسلم، ما يجعل النقاش يحتدم ولفترة طويلة، وذلك في ظل غياب قرار حاسم من المؤسسات الدينية الإسلامية. ويعتبر إبراهيم، المقيم في هذا البلد الاسكندنافي منذ 20 سنة، إن صيام 20 أو 21 ساعة ليس في متناول الجميع، وخاصة كبار السن والمراهقين. وأكد أن الذين لا يستطيعون الصوم لأسباب صحية يمكن أن ينتظروا إلى أن تكون فترة النهار قصيرة ليصوموا، وذلك بناء على الفتوى الأخيرة الصادرة عن المجلس الأوروبي للإفتاء. وكان وفد من المجلس قد توجه مؤخرا إلى أقصى شمال السويد، حيث لا تغيب الشمس في هذا الوقت من السنة، قبل عقد مؤتمر أعلن بعده قراره بشأن الصيام والجداول الزمنية للصلاة في رمضان. وبالنسبة لمصطفى، وهو أب منحدر من أكادير، فإن الأكثر أهمية هو غرس قيم الصيام لدى الأطفال خلال هذا الشهر المبارك، مؤكدا أن رمضان يعني كثيرا بالنسبة له باعتباره فرصة سانحة لقضاء الوقت الكافي مع العائلة وأداء الصلاة وقراءة القرآن. ويتوجه مصطفى، رفقة ابنيه، إلى مسجد فيتجا (جنوبستوكهولم)، حيث يجتمع مئات المسلمين لأداء الصلاة. ولا تمر كل هذه الأجواء الروحانية والاحتفالية بالشهر الكريم مرور الكرام في نظر السويديين الذين يتلقون معلومات عديدة حول هذا الشهر الروحاني من أفراد الجالية المسلمة وحواراتهم معهم. وتعرف الجالية المسلمة ارتفاعا مستمرا في هذا البلد من أرض الفايكنغ، وذلك بفضل سياسة للهجرة أكثر انفتاحا على مستوى الاتحاد الأوروبي. يذكر أن هذا البلد الاسكندنافي فتح مؤخرا أبوابه للسوريين الفارين من الحرب في بلادهم، مما سيعزز الجالية المسلمة المتواجدة منذ عقود، والمتكونة على الخصوص من الجاليات العراقية والصومالية والأكراد والفلسطينيين