عادت، منذ الأربعاء الماضي، شائعات تعرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لوعكة صحية جديدة. وذكرت عدة مواقع إخبارية في الجزائر، بينها "الجزائر أكسبريس" و"لوماتان دي زاد"، أن الرئيس بوتفليقة قد يكون نقل إلى الخارج لتلقي العلاج، ورجحت أن تكون وجهته هذه المرة، مستشفى في جنيف السويسرية.
ونقلت صحف فرنسية، بينها "لوبوان" الخبر، لكنها ذكرت أن لديها معلومات عن وجود الطائرة الرئاسية للرئيس الجزائري بوتفليقة في مطار رواسي في العاصمة الفرنسية باريس.
وزاد من حجم هذه الشائعات الإلغاء المفاجئ لمجلس الوزراء الذي كان مقررا أن يعقد الأربعاء الماضي، والذي تأجل في آخر لحظة إلى وقت لاحق، ويتوجب دستوريا عقده قبل يوم الاثنين المقبل للمصادقة وجوبا على قانون الموازنة لعام 2014، الذي يفرض الدستور المصادقة عليه قبل 31 أكتوبر من كل سنة.
وبرغم حدة الإشاعات الجديدة المتعلقة بصحة الرئيس، وقلق الرأي العام بشأن ذلك، فإن رئاسة الجمهورية والحكومة، لم تتدخلا لنفي أو تأكيد هذه الأخبار وطمأنة الرأي العام على صحة الرئيس.
وتتعرض الحكومة الجزائرية منذ حادثة الهجوم الإرهابي في تيقنتورين جنوبي الجزائر، في يناير الماضي، ومرض الرئيس في أبريل الماضي، لانتقادات حادة فيما يتصل بسياسات الاتصال الرسمي وبطء تعاطيها مع الرأي العام.
ويعاني الرئيس بوتفليقة من تداعيات وعكة صحية ألمت به في 27 أبريل الماضي، نقل على إثرها في نفس اليوم إلى مستشفى فال دو غراس بباريس، قبل أن ينقل في 12 يونيو إلى مصحة للتأهيل الوظيفي في باريس.
وعاد الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر، في 12 يوليو الماضي، وظهر بعدها خمسة مرات استقبل خلالها الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش قايد صالح.
واستقبل بوتفليقة قبل أسبوعين رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ورئيس حركة نداء تونس باجي قايد السبسي، وذكر حينها أنه كان بصدد محاولة تقريب وجهات النظر بين الرجلين لحلحلة الأزمة في تونس. وأقر بوتفليقة، الأسبوعين الماضيين، تعديلا حكوميا، وسلسلة تغييرات شملت جهاز الاستخبارات وهيئات تابعة للجيش.
ويعيد هذا الوضع حالة من الغموض بشأن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، وجدية المساعي والخيارات المطروحة بشأن إمكانية تمديد عهدته الرئاسية بعد تعديل الدستور المزمع قبل نهاية السنة، أو إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية رابعة في انتخابات أبريل المقبل.