الكثير من الحقائق غائبة عن الرأي العام الوطني حول ما يحدث في أقاليم الصحراء؛ وخصوصا بإقليم كلميم؛ من يقوم بأعمال الشغب والإتلاف والتخريب في حي ميري وشارع الجديد وشارع الخرشي؟؟؟ هو ما يدفعنا لطرح سؤال آخر وهو: من المستفيد من هذه الأعمال؛ لأنه في علم الجريمة لتحديد المجرم، نبحث عن المستفيد من الجريمة؟ وهل تحترم الدولة نفسها وتقوم بتحقيق نزيه سريع ومستقل حول جريمة قتل الشهيد رشيد الشين، وتقديم صناع الشغب ومسيريهم للعدالة قريبا؟ لا تقبل قبيلة أيتوسى وسكان حي ميري وشارع الجديد وشارع الخرشي بكلميم مطلقا إمكانية أن يأتي مخربون ليبثوا الرعب في نفوس أهاليها، ويخربون ويعيثون في الممتلكات والأرض فساداً، ويقتحموا حرمات البيوت؟ كما أن الجميع هنا يشير إلى المسؤولية المباشرة لقوات الأمن وعجزها عن حماية المواطنين والممتلكات. ثم من يصنع البلطجة ويمولها ويحميها من المحاكمة ويستفيد منها؟ يجب إذن أن يقدم كل هؤلاء - بلا شفقة - للعدالة.
قبيلة أيتوسى في كلمييم من جهتها، تبرأت من خلال بيان واجتماع موسع من هذه الأعمال، ودعت إلى فتح تحقيق عاجل، وحذرت من يُصورها على أنها مثيرة للشغب والفوضى. لقد بدأ الصراع، كما يعلم الجميع، مجاليا بين قبيلة أيت زكري و قبيلة أيتوسى أولا، ثم أيت ابراهيم و أيتوسى ثانيا، وبالنسبة لنا كمحسوبين على الثقافة نرفض هكذا صراع، وتجمعنا بإخواننا في أيت ابراهيم علاقة الرفاق المناضلين والمتصارعين سوية مع الفساد الإداري وضعف الحكامة المحلية؛ ولذلك وطوال أكثر من عشرين يوما لم ننخرط فيه، ولو لم تتم عسكرة بيوتنا، وخلط الأوراق لتصفية حسابات انتخابية ما دخلناه، الآن يجب أن يعلم الجميع:
أن قبيلة أيتوسى ومنذ الإنتخابات البرلمانية السابقة، تشكل رقما إنتخابيا صعبا في كلميم؛ إذ أوشكت أن تحصل على مقعد برلماني؛ ما يعني أنها ستدخل البلدية بكل أريحية، بل حتى رئاسة الجهة، ولم يسبق أن توحدت بهذا الشكل، وهناك حتما من يؤرقه هذا التوحد. وقد ناضلنا كأبناء لقبيلة أيتوسى رفقة الشرفاء من أبناء بلدنا ضد فساد المجلس البلدي وضد شركة العمران؛ لأنه لا يفهم المواطن المكتوي بنار الكراء والفوائد البنكية سبب امتناع المسؤولين في شركة العمران الجنوب أو في البلدية عن تسليم بقع تجزئة الواحة لأصحابها، كما أننا نحتج وفي كل مرة رفقة الشرفاء في كلميم، ونشير وبشكل وطني وحضاري لموطن الخلل؛ ولذلك لابد أن يُسْتهْدَفَ وخصوصا القيادي في حزب الإستقلال وعضو مكتبه الوطني السيد حيدارة ابراهيم انتخابيا، وجدي محمود نقابيا وجمعويا؛ وقبيلة أيتوسى ككل لما انخرطت في حزب الإستقلال، بدل حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
على الدولة أن ترفع معاشات المتقاعدين الذين ضحوا بأرواحهم في الصحراء، والذين يعيشون الآن الفقر ليس في كلميم و آسا، بل في حي الليدو في فاس وتاراست في أكادير، و في كل أرجاء المغرب؛ وعلى من يظن أن النضال العرقي يوصل إلى بر الأمان أن يغير إعتقاده؛ وحدها فقط النظرة الإنسانية تساوي بين بني البشر في الحقوق والواجبات والإقتسام العادل للثروة أن تفي بذلك، وحدها أمة تحاكم قتلتها ومجرميها ( وآخرهم من أعطى أمر قتل الشهيد رشيد الشين)، أمة تتوقف عن حرمان الناس من حقوقهم؛ بداعى أعمال شغب مصنوعة في محيطهم، وتقدم أبناءهم وقوداً لنار يجني السفلة والمهربون وآكلوا الملايير بلا افتحاص مالي، والمتهربون من دفع الضرائب .. ثمارها، وحده نموذج تنموي يصلح طريق الموت بين أكادير وطانطان، ويوزع المشاريع الكبرى بين جهات المملكة بالعدل من أجل كل المغاربة، وينظر لجهة كلميم وادنون بنفس النظرة لجهات الصحراء، وحده وعي نخب الصحراء أن المساواة بين سائر البشر في الحقوق؛ دون أن نريد من الناس نحن -الصحراويين- أن ينظروا لنا بشراً على رؤوسهم الريش، أو أقل كفاءة وانضباطا ونحن حقيقة مسحوقون.