لا احد فهم العنف الممارس امس الاربعاء ضد اعضاء جماعة العدل والاحسان الذين جاؤوا الى مقبرة الشهداء بالرباط لدفن خديجة المالكي ارملة شيخ جماعة العدل والاحسان عبد السلام ياسين. حصلوا على رخصة الدفن وحفروا القبر ولما وصلوا بعد صلاة الظهر وجدوا المقبرة مسيجة امنيا ولم يسمح لهم. سلطات الرباط اكدت ل"كود" حينها ان الامر يتعلق بالمشرفين على المقبرة الذين نبهوا العائلة ان رأس الراحلة ما عاطيش للقبلة. تبرير لا يسمح باحضار مئات رجال الشرطة ومنع دخول الجثة. انتظر اعضاء الجماعة والعائلة قرابة الساعتين قبل ان يتم دفنها في نفس المكان الذي كانت الجماعة حفرت فيه قبر ثم تم ردمه من قبل مشرفي المقبرة. الراحلة اوصت بدفنها قرب زوجها وكان لها ما ارادت. على مستوى التواصل خسرت الدولة لان للجناز حرمة وقدسية في الثقافة المغربية ولا شيء يبرر اعاقة دفنها. في المقابل ربحت الجماعة لانها ظهرت ضحية قرارات غير مفهومة. ظهر ان هناك نية للتصعيد اتجاهها. قبل ذلك كانت قضية "الخيانة الزوجية" التي اتهم بها قيادي من الجماعة مصطفى الريق واليوم قضية الدفن. السلطات قالت انها لم تعنف احدا والفيديوهات اظهرت عكس ذلك تماما. نقطة اخرى كانت ضد الدولة وفي صالح الجماعة. على مستوى التواصل وربح الرأي العام الدولي ظهرت الجماعة ضحية سياسة تضييق، فوكالة الانباء الفرنسية وبعدها وكالة رويترز العالميتين اهتمتا بالموضوع. تحدثتا عن مواجهات وعن "وقال مراسل لرويترز إن الافا من المشيعين الاخرين الذين رافقوا جثمان المالكي وقفوا خارج الجبانة في الرباط يرددون شعارات دينية فيما سد عشرات من قوات مكافحة الشغب البوابة الرئيسية". قدمت الجماعة روايتها فيما تهربت الحكومة التي لم ترد على اتصالات الوكالة. في هذه الجنازة ظهرت نادية ياسين في فيديو. نجلة مؤسس الجماعة جاءت لحضور جنازة زوجة والدها وقد وجهت رسائل سياسية "واش اعباد الله هادي بلاد امير المؤمنين. واش بغاونا نمشيو ندفنو فمقبرة اليهود" ثم بدأت تردد ومعها قياديات الجماعة "حسبنا الله ونعم الوكيل". بدا نساء متأثرات ترددن ذلك. مشهد سيجلب لا محالة تعاطفا اكثر مع الجماعة واستنكارا من تصرفات السلطات المحلية او المركزية اي الدولة