يبدو أن الأزمة السياسية التي يمر منها المغرب، والمتسبب فيها كل من حزب الاستقلال والعدالة والتنمية، لا مكان لمصلحة المواطن فيها. فالصراع حول المناصب السامية يعد من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إذكاء هذا الصراع الذي "شل" الحياة السياسية، كما أنه يهدد المملكة بمستقبل مجهول.
وآخر فصول هذه المواجهة تدور حاليا في وزارة التجارية الخارجية، حيث من المنتظر، حسب ما أفاد به مصدر مطلع، "كود"، أن يعاد فتح باب الترشيح لمنصب مدير الموارد البشرية في الوزارة، الذي كانت تشغله زينب الفاسي الفهري، شقيقة الطيب الفاسي الفهري، مستشار الملك، ووزير الخارجية السابق.
وأرجع المصدر سبب الاستعداد لاتخاذ القرار إلى عدم "أهلية" المرشح الأوفر حظا لشغل المنصب، والذي ينتمي إلى حزب الاستقلال.
ويبدو أن عبد القادر عمارة، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، لن يسمح بشغل المرشح المذكور المنصب، علما أنه كان أقيل من منصب مندوب لوزارة التجارة والصناعة لأسباب مهنية.
وكان مرشحين وصلا إلى المرحلة النهائية، غير أن الاستقلالي كان الأوفر حظا قبل أن يجري التراجع عن اختياره.
ويأتي هذا بعد أسابيع من صراع قوي حول منصب مدير التعاون الوطني، الذي عاد إلى المنتمي للعدالة والتنمية عبد المنعم مدني.
وكشف المصدر أن استقلاليين مقربين من الأمين العام للحزب حميد شباط كانا ينافسان بقوة مدني، قبل أن يخسرا المواجهة.
وكان الحسين الوردي، وزير الصحة، "أزاح" الاستقلالي رحال مكاوي من منصب الكاتب العام بالوزارة المذكورة، قبل أن يعين مكانه عبد العالي العلوي البلغيثي، المتعاطف مع العدالة والتنمية.
وكان حميد شباط قال، خلال لقاء مغلق مع رجال أعمال بالبيضاء، أخيرا، إن الحكومة تعيين متطرفين في مناصب سامية.
يشار إلى أن المجلس الحكومي صادق، أمس الخميس، على مقترح تعيينات في مناصب عليا، طبقا لأحكام الفصل 92 من الدستور.