يبدو أن الصراع بين حزبي “العدالة والتنمية” و”الاستقلال”, أبرز حليفين في الائتلاف الحكومي مرشح لمزيد من التصعيد. فلم تكد تخف التداعيات التي أثارها تقديم حميد شباط لمذكرة تطالب بتعديل حكومي, بدأت تطفو في كواليس الحزبين معركة جديدة مع بدء التعيينات في بعض المناصب العليا. حميد شباط االأمين العام لحزب الاستقلال لم يكتفي من جعل الذراع اليمنى لوزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو إلى جانبه في كل خروج إعلامي في تحد للحكومة التي يشارك فيها حزبه, بل أكثر من ذلك, ذهب زعيم الاستقلاليين في تحد ابن كيران بعيدا وقرر دعم تعيين رحال مكاوي الكاتب العام السابق بوزارة الصحة كاتبا عاما جديدا لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة التي يديرها الاستقلالي فؤاد الدويري. وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المسرح الجديد لصراعات “العدالة والتنمية” و”الاستقلال” مازالت تنتظر أن يتخذ الوزير الدويري قرارا بتعيين كاتب عام جديد ومديرا للموارد البشرية ومفتشا عام. على أن الأمين العام لحزب علال الفاسي, تقول عدة مصادر متطابقة, بدأ يضغط على الوزير الدويري لتعيين عضو اللجنة التنفيذية للحزب رحال مكاوي ككاتب عام واستقلالي آخر هو يوسف قبلي مديرا للموارد البشرية بعدما حزم حقائبه وترك مديرية الموارد البشرية بوزارة الصحة. لكن الاستقلاليين يعرفون جيدا أن فتح جبهة جديدة تتمثل في اقتراح اسم كرحال مكاوي لازالت تحوم حوله شبهات فساد خلال تواجده بالكتابة العامة لوزارة الصحة على عهد الوزير السابقة ياسمينة بادو, سيكون محكوما بموافقة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران بحيث لا يمكن تعيين الكاتب العام الجديد بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة إلا داخل المجلس الحكومي الذي يتداول في الأمر. مصادر استقلالية مقربة من شباط, أكدت على أنه من حق الاستقلاليين الترشح لمواقع المسؤولية إذا كانت تحترم المساطر المعمول بها, ولا يمكن إقصاء مغربي من الترشح لمجرد أنه ينتمي لحزب سياسي معين. وعن التهم التي يوجهها البعض للكاتب العام السابق لوزارة الصحة, تشير نفس المصادر أنه: “لحد الساعة لم يتم متابعة مكاوي بأي تهمة فساد كما يتم الترويج له من بعض خصوم حزب الاستقلال ووحده القضاء من له الحق في إدانة الأشخاص من عدمه ولا يمكن لحزب أن وجه التهم لخصومه وحلفائه جزافا على حد السواء”. وكان الأمين العام لحزب الاستقلال قد بدأ ولايتها الجديدة بتصفية حساباته مع خصومها من الوزراء الاستقلاليين الذي لم يدعموه في سباقه نحو الأمانة العامة ضد منافسه آنذاك عبد الواحد الفاسي. إلا أن شباط سرعان ما تصالح مع بعضهم أول الوزير فؤاد الدويري المنتمي لعائلة القيادي الاستقلالي امحمد الدويري التي وقفت إلى جانب عمدة فاس, وكان آخر نزار بركة آخر وزير في حكومة ابن كيران يقوم شباط بمساندته, عقب المجلس الوطني الأخير للحزب, بعد ظل يطالب برأسه أكثر من مرة. غير أن شباط باقتراح رحال مكاوي ويوسف قبلي لمناصب داخل الوزارة التي يسيرها الاستقلالي فؤاد الدويري يرى فيها قيادي من حزب “العدالة والتنمية” بكون التحرك الأخير يعد: “محاولات للتشويش على عمل الحكومة وتحدي غير مجد لنسف التحالف الحكومي وإلا ما معنى الحديث عن فرض اسم معين في موقع معين مع معرفة الأمين العام لحزب الاستقلال أن التعيين لا يتم التداول فيه إلى داخل المجلس الحكومي؟”. وعن الخطوة الجديدة وهل تندرج في نفس مسار خرجات شباط منذ انتخابه يعلق نفس القيادي بكون: “انتقال شباط من التهجم مثلا على وزير الاقتصاد والمالية نزار البركة إلى مساندته ثم التحول إلى الضغط لفرض أسماء بعينها في مواقع المسؤولية لا نعتبرها في حزب العدالة والتنمية سوى صراعات داخلية لحزب الاستقلال ويجب تجنيب الحكومة تداعياتها”. على أن ذات المصدر من حزب المصباح لم يخف, على غرار ما كرره ابن كيران أكثر من مرة, أن ما يسميها “حرب شباط على الحكومة وخصوصا على رئيسها لا تمثل سوى الشجرة التي تخفي الغابة”. وكانت بداية ولاية وزير الصحة الحالي الحسين الوردي قد بدأت بمواجهة مع بعض الوجوه الاستقلالية بالوزارة على رأسهم رحال مكاوي وهي المواجهة التي كادت تنسف بالتحالف الحكومي في بدايته. ليقوم الوزير الوردي بتجميد اختصاصات مكاوي بعد الضغوطات التي تعرض لها من طرف حزب “الاستقلال”. مصطفى بوركبة