سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حقائق مثيرة حول سقوط الراحل معمر القذافي ضحية مقلب طريف حبكه عبد الكريم مطيع ونفذه 5 مغاربة. "كود" تروي حكاية تسويق "الكتاب الأخضر" في أوروبا التي تحولت إلى كابوس للرئيس الليبي
توصلت "كود" إلى معطيات مثيرة حول كيفية سقوط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ضحية "مقلب طريف" على يد إسلاميين مغاربة. وبدأت القصة بعد أن اختار عبد الكريم مطيع، زعيم حركة الشبيبة الإسلامية بالمغرب، في سنة 1982، خمسة مغاربة من المنتمين إلى التنظيم، بعد قضاءهم فترة في الفنادق الفخمة بليبيا، وحفظهم عن ظهر قلب "الكتاب الأخضر"، واقترح عليهم التقدم بورقة عمل إلى مكتب الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ليقوم بتمويل المجموعة على أساس أن تتكلف بمشروع الدعاية للكتاب في أوروبا. وحسب ما أكده مصدر مطلع، ل "كود"، فإن عبد الكريم مطيع انتقل مع المجموعة إلى مقر معمر القذافي بباب العزيزية، حيث التقوا بالمدعو خليفة حسن والمجدوبي، من اللجان الثورية، مشيرا إلى أن "الاتفاق كان يقضي بإقناع اللجان الثورية بتمويل المجموعة على أساس أن تلتحق بأوروبا، وذلك بتوفير اللوجيستيك كاملا، من جوازات سفر، وأموال، وأجهزة إلكترونية، وغيرها، للقيام بتسويق النظرية العالمية الثالثة والكتاب الأخضر". وأكد المصدر أنه، بعد نصف يوم بباب العزيزية ونقاشات مع المجموعة واختبار قدراتهم، جرت الموافقة على المشروع، إذ تقرر تسليم أفراد المجموعة الخمسة جوازات السفر، ومبالغ مالية مهمة، قدرها المصدر بحوالي 30 ألف دولار لكل واحد منهم، كانت عبارة عن ورقات مالية من فئة 100 دولار. كما حصلت المجموعة، يكشف المصدر ل "كود"، على بطاقات سفر صالحة لعدة انتقالات، إلى جانب تحديد مواعيد مسبقة مع المكاتب الشعبية في باريس، وبروكسيل، ورما، على أساس تزويد الأفراد الخمسة بباقي مستلزماتها من المعدات اللوجيستيكية (طابعات، وفيديوهات، وغيرها)، إلى جانب نسخ من الكتاب الأخضر. وأبرز المصدر أنه، بعد تحديد الموعد، غادرت المجموعة التراب الليبي محملة بالأموال وجوازات السفر، إلى المدن الثلاثة المذكورة. غير أن الذي حصل، بعد استقرار المجموعة وحصولها على المعدات اللوجيستيكية، أرسل عبد الكريم مطيع ابنه أحمد ببيان مكتوب ينتقد فيه النظام الليبي ومعمر القذافي، مطالبا بأن يجري توزيعه في مناطق محددة وبسرعة وفي سرية، حسب ما أكده المصدر ذاته. وكانت أكثر المناطق المستهدفة، يضيف المصدر، في باريس، حيث يوجد بعض النفوذ الليبي، مبرزا أنه جرى بالفعل طبع نسخ قليلة من البيان وتوزيعه على المناطق المحددة. ومباشرة بعد ذلك، يكشف المصدر نفسه ل "كود"، استنفر النظام الليبي، لكون أن ما جاء في البيان يتضمن معلومات صحيحة، مشيرا إلى أنه طلب من المجموعة المغربية التي توجد في أوروبا البحث عن من وزع البيان، هو ما يتطلب، طبعا، المزيد من الأموال، لكي يجري الحصول على المعطيات المطلوبة. وعلى هذا الأساس، تحولت بوصلة القذافي من التركيز على الدعاية لكتابه إلى البحث عن من يستهدف النظام الليبي، مع ضرورة توفير المزيد من الأموال للوصول إلى "أصحاب البيان"، الذين لم يكونوا سوى الأفراد الخمسة الذين تكلفوا بالدعاية لكتابه.