سعت بيانات وتوضيحات عبد الكريم مطيع ضد عبد الإله بنكيران إلى تقديم رسائل إلى أطراف عديدة يهمها ملف مطيع في الداخل والخارج. ولقد تكررت (تيمة) معيّنة في كل تلك البيانات، تحاول أن تصرف الأنظار عن السؤال الذي سبق وطرحناه في الصفحات المجهولة : كيف ومن كان وراء تهريب مطيع من ليبيا بعد الإطاحة برأس النظام الليبي؟ سؤال طرحناه ومرّ مرور الكرام، إلى أن أجيب عنه في تلك البيانات بشكل متكرّر وغير صحيح. فهل يا ترى كما جاء في تلك البيانات أن مطيع غادر حقّا ليبيا قبل سقوط النظام؟ ثم ما هي وضعية إقامته الحالية في بريطانيا؟ هناك حقائق مجهولة في هذا الموضوع. ولكنّنا سنكشف جانبا منها الآن. أقول لنكشف جانبا منها وليس كلها، كما سنكشفها للمرة الأولى حتى لا يأتي من يعتقد بأنّها حقائق باح بها أصحابها من قبل. اليوم بالفعل يوجد الأستاذ مطيع في بريطانيا. لكنه لم يحصل بعد على اللجوء السياسي. فلكي يكتمل ملف مطيع عند المؤسسات المعنية باللجوء السياسي لا بدّ من إكمال الملف من قبل جهات رسمية في ليبيا، تؤكّد لهم بأنه لم يكن يتمتّع بإقامة رسمية في ليبيا في عهد القذّافي، وبأنّه لم يتوفّر على جواز سفر ليبي. لهذا السبب قام مطيع ووسّط في هذا الموضوع عبد الرحمن القطري، وسيطا بينه وبين الثوار. وبالفعل لقد اتصل عبد الرحمن القطري بالشيخ سامي الساعدي(أبو المنذر) من قيادات المقاتلة وشيوخها. غير أنه لم يتلقّ بعد أي ردّ لأسباب، منها أن الثوار يدركون جيّدا أنّ مطيع كان مقرّبا جدّا من القذافي وأزلام القذّافي وكان الصديق الحميم للدكتور محمد الشريف رئيس جمعية الدعوة الإسلامية الليبية الذي هو اليوم نزيل السجن عند الثوار. هذا مع العلم أنّ مطيع كان يتوفّر على جواز سفر ليبي هو وأبناؤه منذ الشهر الرابع بعد انتقاله من فندق الشّاطئ ثم المدينة السياحية قبل أن يستلم البيت في منطقة قرقاش بطرابلس، مع جواز سفر له ولأهله وأبنائه أحمد وحسن وحسين ومريم وأسامة الذي كان حديث الولادة، حيث ولد في هذه الفترة في طرابلس. وكانت له إقامة وجواز سفر وراتب شهري وميزانية من قبل النظام الليبي. ربما هنا كان مطيع غير موفق في اختيار الوساطات المناسبة لهذا الغرض. إذن، ليس صحيحا ما تحاول بيانات مطيع الإيهام به بأنّه خرج قبل الأحداث من ليبيا، بل لقد خرج بعد الأحداث إلى بريطانيا عن طريق تونس بمساعدة جهات معيّنة من ليبيا.ادريس هاني