ينص دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على أن تقيم علاقة متوازنة بين الإنتاج الداخلي والإنتاج الخارجي على مستوى الحصص الزمنية المخصصة للإنتاج الوطني وذلك على النحو التالي: - 30 % كحد أقصى للإنتاج الخارجي الجاهز للبث (PAD) - 10 % كحد أقصى للإنتاج المشترك بين الشركة والمقاولات الخارجية - 60 % كحد أدنى للإنتاج الداخلي وذلك في محاولة لإعادة الاعتبار للإنتاج الداخلي ولمستخدمي دار لبريهي من المنتجين الداخليين الذين ظلوا لسنوات عديدة في حالة عطالة ومع ذلك يتلقون رواتب كبيرة دون ان يطالبهم احد بالقيام باي شيء، إما في إطار تصفية حسابات داخلية ألفتها دار لبريهي لسنوات او بسبب تفضيل مسؤولي الإنتاج والبرمجة التعامل مع الخارجيين لما في ذلك من نعم سمعية بصرية، ولعل في التصريحات الأخيرة لفاطمة الإفريقي مثلا خير دليل على ذلك ما دام قد شهد شاهد من اهلها.
لكن بالاطلاع على طلبات العروض الخاصة برمضان المقبل والتي أطلقها التلفزيون على بوابته الإلكترونية مؤخرا تنفيذا لما جاء في دفاتر تحملات الخلفي، يتضح ان التلفزيون قام بمنح كل شبكته البرامجية الرمضانية الأساسية التي يراهن عليها خلال ساعات الذروة أو البرايم تايم لمنتجين خارجيين إما بصيغة الإنتاج الخارجي الجاهز للبث أو الإنتاج المشترك. وفي ذلك اعتراف علني من دار لبريهي بإفلاسها الداخلي من خلال عدم ثقتها في مواردها البشرية التي صارت تظهر كجيش احتياطي لا يستعمل أو بالأحرى لا يجند إلا بشكل موسمي وخصوصا كلما تعلق الأمر بتبرير مطالبة الحكومة بالرفع من الميزانية أو في صراعات نقابية في إطار لعبة التوازنات التي صار يمتهنها بعض سكان دار لبريهي أكثر مما يمتهنون التلفزيون.
ففي القناة الأولى طرح في طلبات العروض برنامج للكاميرا الخفية وخمس سهرات وسلسلة وسيتكومان وفيلم وثائقي وأربع أشرطة تلفزيونية وعلى نفس المنوال ذهبت حتى الامازيغية وقناة العيون. فهل لا تتوفر مثلا هذه القنوات على إمكانيات داخلية لإنتاج "كاميرا خفية" حتى تمنح للمنتج الخارجي 120 مليون سنتيم لإنتاجها، ولماذا لا تسير على نفس منوال القناة الثانية التي تنتج داخليا كل سهراتها بما فيها البرنامج الضخم "استوديو دوزيم"، وتفضل في المقابل منح 170 مليون للمنتج الخارجي لإنتاج 5 سهرات رمضانية. اما القناة الامازيغية فستمنح 120 مليون سنتيم لإنتاج كبسولة دينية فقط وكأن هذه القناة لا تتوفر على إمكانيات داخلية حتى لإنتاج كبسولة.
إن الطريقة التي اختارت دار لبريهي التعامل بها مع البرمجة الرمضانية تحمل اعترافا صريحا بفشل تدبيرها الداخلي على اعتبار أن هذا الشهر يبقى مرجعيا وبالتالي يعطي فكرة واضحة على بقية السنة التي سيحاول خلالها التلفزيون توزيع بعض الإنتاجات التي لا تسمن ولا تغني من جوع من اجل تبرير نسبة 60 بالمائة المنصوص عليها في دفاتر التحملات والخاصة بالإنتاج الداخلي.