ليس في الصيدليات ولا المختبرات، دواء أغلى على المريض من "سوليريس"، الذي يبدو كأنه اسم لوردة، مع ذلك فهو إرهابي وخطير، وكلفة الجرعات المطلوبة للاستمرار حيا من علة نادرة وفاتكة حتى الموت، هي أكثر من 15 مليون دولار، إلا أن "الخدمة الصحية الوطنية" المعروفة في بريطانيا بأحرف "إن. آش. إس"، اختصارا، قررت توفيره مجانا لأكثر من 200 معتل، ستكلفها جرعاتهم كل عام 130 مليون دولار. والدواء المعروف باسم "إيكوليزوماب" أيضا، هو الشافي الوحيد بعد المعجزة الإلهية من مرض يطلق عليه الأطباء اسما غريبا وصعب الترجمة "باروكسيزمال نوكترينال هيموغلوبنوريا".
ويبدو من اسمه اللاتيني أن لأسبابه علاقة تبول ليلية يستفحل معها ويفتك بخلايا الدم الحمراء، وكل جرعة منه تكلف أكثر من نصف مليون دولار بالعام، طبقا لما قرأت "العربية.نت" عنه في تقارير أميركية أشارت إلى أن الموافقة على استخدامه تمت قبل 7 سنوات فقط في الولاياتالمتحدة وأوروبا.
خبر توفيره مجانا للمعتلين بالمرض أتت عليه اليوم الأربعاء صحف بريطانية، منها "التايمز" التي أكدت بأنه يسمح للمريض بالعيش لسنوات فيما لو حافظ على تناوله الجرعات، أي بعكس أدوية السرطان التي قد تطيل العمر المحسوم لأشهر معدودات فقط.
والدواء موصوف في التقارير الطبية الحديثة بأنه "اختراق مهم" يتيح العيش 25 سنة للمرضى، لكنه يكلف 530 ألف دولار لجرعات كل منهم سنوياً، علماً أنه ينال من 30 كل عام، ممن يقوم بتقليص البروتينات في أجهزة المناعة لديهم، ومن بعدها يتسلل مخترقاً خلايا الدم كحصان طروادة، ويفتك بها سريعاً من الداخل.
وكان العلاج التقليدي السابق للمعتلين بالمرض هو بعمليات غسل للكلى، لم تكن تنفع ولا تجدي، ومعها يموت المعتل بلا أي حل بديل غير الموت لآخرين يعانون من المرض نفسه، إلى أن تكاتفت مختبرات "أليكسوس" الأميركية مع نظيرات لها بأوروبا، واستثمرت فيه كعلاج وحيد أنتجوه كيماويا وداعما للمناعة بمقويات حيوية، وسريعا تأكدوا أنه منع الفشل الكلوي القاتل، وما زال 65 يتناولونه اليوم أحياء.