أعرب سياسيون ألمان عن أسفهم لإلغاء مسيرة لحركة بيجيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) الألمانية المناهضة للإسلام في مدينة دريسدن مساء اليوم الاثنين جراء تهديد إرهابي بصرف النظر عن رأيهم في الحركة نفسها. وحظرت شرطة دريسدن التجمعات العامة في المدينة في شرق ألمانيا اليوم الاثنين بينها مسيرة للحركة التي اجتذب أحد تجمعاتها السياسية في الأسبوع الماضي حضورا قياسيا بلغ 25 ألف شخص. وبدأت الحركة مسيراتها الأسبوعية المتنامية في حجمها منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي منذ تنظيم أول مسيرة محلية ضد تأمين مساكن جديدة للاجئين. غير أن المشاركين في التظاهرات المضادة لمسيرات الحركة في أنحاء ألمانيا فاق عددهم بكثير أولئك المشاركين في تظاهرات بيجيدا. وشجبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحركة ووصفت أعضاءها بأنهم عنصريون "تملأ الكراهية قلوبهم" وهي تعابير قوية لا تستخدمها الزعيمة الألمانية في العادة. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل "بغض النظر عن رأيك بالمواضيع التي تطرحها التظاهرات الفردية فإن الحق في التظاهر ثمين جدا بالنسبة لنا ولا يمكن تقييده بهذه البساطة. "لقد اعتبرت السلطات المسؤولة في دريسدن إنه من الضروري اتخاذ هذه الخطوة وهي خطوة نريد بالتأكيد ألا نراها كثيرا في ألمانيا." وقال قادة الحركة اليوم الاثنين إنهم لن يسمحوا بتكميم أفواههم وسينظمون تظاهرة في الأسبوع المقبل بالتنسيق مع المسؤولين الأمنيين. وقال لوتز باخمان وهو قائد الحركة "إن التهديد لم يكن موجها ضدي شخصيا بل كان تهديدا ضمنيا للتظاهرة ومن واجبنا حماية الناس." وقالت السلطات الأمنية الألمانية يوم الجمعةالماضي إنها تلقت تحذيرات محددة من احتمال أن يشن متشددون هجمات على محطات السكك الحديدية الرئيسية في برلين ودريسدن. ونقلت الشرطة المحلية عن معلومات من مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي أن الخطة كانت تقضي بانتشار قتلة بين متظاهري حركة بيجيدا وقتل أحد قادتها. وينفي قادة بيجيدا عن أنفسهم تهمة العنصرية بل يقولون إنهم يحاولون التفريق بين الإسلاميين المتشددين ومعظم مسلمي ألمانيا البالغ عددهم أربعة ملايين. وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس "مهما كان الرأي في بيجيدا فإن تظاهرتهم يحميها حق حرية التعبير عن الرأي طالما أنها لا تخرق قوانيننا." وأضاف "بامكان ديمقراطيتنا أن تتأقلم مع بيجيدا. إن الغالبية العظمى من الألمان ترفضهم وقد نزلوا إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة للتظاهر ضدهم. هذا الأمر يجب أن يبقى ممكنا." من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنگيلا ميركل إن من واجبها حماية حق التظاهر في ألمانيا بغض النظر عن طبيعة القضايا التي تنظم من أجلها، وذلك على خلفية منع تظاهرة كانت حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب تنظيمها" أو "بيغيدا" ستنظمها مساء اليوم. وأكدت ميركل، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين تناقلت وقائعه وسائل الإعلام المحلية، قائلة "يجب حماية هذا المبدأ الثمين، لذلك سنبذل قصارى جهدنا لضمان حرية التظاهر في كل مكان في ألمانيا". وعبرت ميركل، من جهة أخرى، عن إدانتها لأنشطة حركة "بيغيدا"، واصفة أعضاءها ب"العنصريين الذين تملأ الكراهية قلوبهم". وكانت شرطة مدينة دريسدن (شرق) أصدرت بيانا لمنع كل أشكال التجمعات اليوم الاثنين، بما في ذلك مسيرة حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام، مشيرة إلى أنها تلقت تحذيرات من مكتب مكافحة الجريمة الألماني من احتمال "شن متشددين إسلاميين لهجمات تستهدف محطات السكك الحديدية الرئيسية في كل من برلين ودريسدن وأيضا المتظاهرين". وقال عناصر من "بيغيدا"، في ندوة لهم، "لن نسمح بتكميم أفواهنا وسننظم تظاهرة في الأسبوع المقبل بالتنسيق مع المسؤولين الأمنيين". وفي موضوع الاحتجاج، نزل اكثر من عشرة الاف متظاهر مناهض للعنصرية الى الشوارع في عدة مدن المانية مساء الاثنين للتعبير عن معارضتهم لحركة بيغيدا المناهضة للاسلام التي اضطرت الى التراجع عن مسيرتها الاسبوعية في دريسدن (شرق) لاسباب امنية. ولا يشبه حجم هذه المسيرات تظاهرات الاثنين الماضي التي ضمت حوالى 100 الف شخص دعما للتسامح في كافة ارجاء البلاد. ففي ميونيخ (جنوب) حيث التعبئة ضد بيغيدا مهمة منذ اسابيع عدة, سار نحو عشرة الاف شخص للدفاع عن المانيا متسامحة, بحسب الشرطة. وكان عددهم الاسبوع الماضي ضعف عددهم الاثنين. وفي مدينتي فيرتسبورغ ونورمبرغ في بافاريا, جمعت كل من التظاهرتين حوالى الف شخص, بحسب وكالة الانباء الالمانية "دي بي Bيه". ونظمت تظاهرات ايضا في برلين ودوسلدورف (غرب). وفي ماغديبورغ (جمهورية المانيا الشرقية سابقا), نزل ستة الاف شخص الى الشوارع ايضا. وفي دريسدن (شرق), اعلن ابرز المسؤولين في حركة بيغيدا المناهضة للاسلام (وطنيون اوروبيون ضد اسلمة الغرب), الاثنين انهم يريدون التظاهر مجددا بعد حظر الشرطة التجمع الذي كان متوقعا مساء الاثنين بسبب "خطر ارهابي ملموس". واوضحت بيغيدا انه "تهديد بالموت" يستهدف لوتز بكمان احد منظمي الحركة التي تندد بما تراه اسلمة لالمانيا وتطالب بتشديد سياسة الهجرة. ومنذ العشرين من تشرين الاول/اكتوبر, لم تتوقف اعداد متظاهري بيغيدا عن الازدياد في هذه المدينة الواقعة في جمهورية المانيا الشرقية سابقا حيث يقيم القليل من الاجانب. حتى ان المسيرة سجلت رقما قياسيا من 25 الف شخص الاثنين الماضي في غمرة ما اثارته اعتداءات باريس من تعاطف وتاثر. واثار قرار حظر التظاهرة الاثنين ردود فعل حادة حيث اشتكى البعض مما اعتبروه حدا من حرية التظاهر. اكثر من 10 الاف متظاهر في المانيا ينددون بالعنصرية وبحركة بيغيدا