شهدت عدة مدن ألمانية أمس، مظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص، ضد حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة اختصارا ب"بيغيدا"، فيما شهدت مدن أخرى مظاهرات لمؤيدي "بيغيدا" في استمرار لحركتهم الاحتجاجية التي بدأت منذ عدة أسابيع. وشارك حوالي 50 ألف شخص، في المظاهرات المعارضة للحركة التي نظمت في عدة مدن على رأسها، "مونستر"، و"برلين"، و"هامبورغ"، و"شتوتغارت"، و"ميونخ"، وعرقل المحتجون عدة مسيرات كان أنصار حركة "بيغيدا" يعتزمون تنظيمها في عدة مدن.
وفي العاصمة برلين نُظمت مظاهرتان احتجاجًا على حركة "بيغيدا"، أقيمت إحداهما أمام بوابة براندنبورغ، بتنظيم من الجالية التركية في برلين، وشارك بها حوالي ألف شخص، وأقيمت الثانية أمام مبنى الداخلية في برلين وشارك بها حوالي 5 آلاف شخص، حاولوا قطع الطريق على مظاهرة مؤيدة للحركة، ما أدى إلى اشتباكهم مع رجال الشرطة، الذين أوقفوا 10 متظاهرين لفترة قصيرة، كما أصيب أحد رجال الشرطة بجراح طفيفة.
وشهدت مدينة دريسدن، مظاهرة لأنصار حركة "بيغيدا" شارك بها حوالي 18 ألف شخص، حملوا لافتات تحمل عبارات من قبيل "للتسامح حدود"، و"نحن الشعب"، و"الإعلام الكاذب".
وتحدثت "كاثرين أويرتال" إحدى المنظمين للحركة، أمام المتظاهرين، مؤكدة أن الحركة ليست معادية للأجانب، ومنتقدة السياسيين الذين يحاولون إظهار الحركة على هذا النحو.
وبدأت مظاهرات الحركة في مدينة دريسدن في أكتوبر الماضي، وشارك في المظاهرة التي أقامتها في المدينة يوم 27 أكتوبر الماضي 500 شخص، ازداد عددهم شيئًا فشيئًا خلال المظاهرات التي تنظم كل اثنين، ليسجل أمس أكبر عدد من المشاركين وصل إلى حوالي 18 ألف، وفقا لتقديرات الشرطة.
وفي كولونيا، غرب ألمانيا، شارك الآلاف في مظاهرة معارضة لحركة "بيغيدا"، وتنوع المشاركون بين الألمان والألمان ذوي الأصول التركية والأجانب، وحملوا لافتات حملت عبارات من قبيل "لا للعنصرية والعنف"، و"التنوع قوة"، و"فليخرج النازيون".
وشهدت المدينة في نفس التوقيت مظاهرة مؤيدة لحركة "بيغيدا"، قال المتحدث باسم شرطة المدينة "كريستوف غيلس"، إن عدد المشاركين بها كانوا حوالي 250 شخصًا فقط، وعمل رجال الشرطة على منع الاحتكاك بين المشاركين في المظاهرتين.
وتتنظم حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" مظاهرات مناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا مساء الاثنين من كل أسبوع، وكانت المظاهرات المناهضة للأجانب والإسلام بدأت بمشاركة بضع مئات فقط في بدايتها، ثم تزايد العدد بشكل كبير، وهو ما استدعى استنكار الأوساط السياسية في ألمانيا.