تحولت أحياء في مدينة الدارالبيضاء،مساء الثلاثاء إلى ساحة حرب أهلية تراشق فيها الأطفال كما اليافعين والشباب ،بالشهب النارية والصواريخ الصينية ،مرورا ب«لگراناد»،وانتهاء بإحراق الإطارات المطاطية وسط الشوارع متسببين في عرقلة حركة السير بشكل لافت للإنتباه. وتحول حي درب الكبير،أحد أشهر قلاع ترويج الممنوعات في عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، بعد صلاة العشاء، كما عاينت "كود"، إلى قلعة محررة عجز معها رجال الأمن عن دخول الأزقة التي أوقد في مداخلها شباب الحي عجلات مطاطية لشاحنات وسيارات. وقال محمد.ف،أحد قاطني الرنقة 43 بحي درب الكبير إن السكان وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منازلهم بعد أن أغلقت مداخل الأزقة 34 و41،42 و43 بسبب"الشوعالة"،مضيفا في تصريح ل"كود"، أن سكان الحي استنجدوا بقائد المقاطعة الحضرية رقم 19 بيد أنه لم يعر تظلمهم أي اهتمام،وحتى عندما اتصلوا برجال الوقاية المدنية طلب منهم الاتصال بالشرطة لأن تدخل رجال الإطفاء مرتبط بضرورة ورود برقية من الشرطة،وحتى عندما تم الاتصال برجال بوشعيب أرميل،حضر هؤلاء إلى"عين المكان"على متن سيارة"بارتنير".لكنهم سرعان ما عادوا أدراجهم بعدما وجدوا أمامهم أتون النيران المشتعلة في العجلات بملتقيات الأزقة المذكورة. لكن الأخطر من ذلك ،يكمن في اختراع شيطاني تفتقت عنه عبقرية بعض الأطفال لاختراع "قنابل "فعالة بكلفة أقل وقادرة على أحداث تفجيرات حقيقية سترسل لا محالة ضحايا بنيران صديقة إلى أقسام المستعجلات ليلة عاشوراء. ففي درب الخير بعمالة عين الشق، عاينت "كود"تحلف يافعين حول قنينة بلاستيكية لمشروب غازي،بعناية قص أحدهم رقاقة ألمنيوم مستخرجة من"كانيط"مشرب غازي ليدسها داخل القارورة البلاستيكية ويصب عليها بعضا من ماء النار(الماء القاطع)، ثم أحكم أغلاق القارورة البلاستيكية وألقى بها داخل حاوية للقمامة. مرت دقيقتان وسمع دوي انفجار داخل الحاوية وتطايرت معه أزبال في وجه المارة بالشارع . تفاعل كيميائي بين رقائق الألمنيوم و"الماء القاطع "داخل قارورة بلاستيكية كاف لأحداث تفجيرات قوية تسمع عن بعد وقد تخلف وراءها ضحايا حرب أهلية نشبت في أحياء الدارالبيضاء ليلة عاشوراء .