ها قد عدنا. ها قد عدنا نحن الفلول. شكرا لك أيها الشعب التونسي العظيم شكرا لأنك استيقظت من أوهام الثورة والصراخ في الشوارع وعدت إلى الواقع ها قد عدنا نحن أزلام النظام السابق والليبراليون واليسار الذي مازالت له ذرة عقل كنت مغفلا أيها الشعب التونسي العظيم كنت منوما وها أنت تعيد الاعتبار إلينا وتنصفنا نحن الأغنياء. نحن رجال الأعمال. نحن الوزراء السابقين. نحن النخبة. نحن الإعلام. نحن من نتحكم في تونس، ومن غير المعقول ولا الطبيعي، أن ينجح فيها غيرنا. من غير المعقول أن يمتلىء البرلمان بالفاشلين ومن لا تأثير لديهم ومن هب ودب ومن يعيش في عصور غابرة لقد استيقظت أيها الشعب من سباتك نمت نومتك، وبعد أن أفقت، قررت أن تطلب النجدة، وتعتذر لنا نحن الفلول، وتمنحنا المرتبة الأولى. وها نحن نلبي النداء، ونعود بك إلى الواقع. أوهموك أن النظام سقط وأن بنعلي هرب بعد أن طردته الثورة أوهموك أن ما حصل بفضل الشعب وأن الجنة قريبة مع السلفيين والإخوان وماموثات اليسار تأمل أيها الشعب التونسي العظيم تأمل في النتائج تأمل في رئيس الدولة الحالي هل يوجد رئيس دولة محترم يحصل حزبه على أربعة مقاعد في البرلمان خدعوك أيها الشعب وها أنت أيها الشعب تعود إلى رشدك كان لك رئيس دولة لا يملك أي سلطة ولا يمثل أي أحد، وقد جاء به الإسلاميون من أجل الزينة فقط الدولة ليست أغنية لآمال المثلوثي الدولة ليست مديحا وحماسة في قناة الجزيرة ليست شعارا في الشارع وليست أحلام المراهقين ولا منجلا ولا مطرقة الدولة واقع معقد وتحتاج إلى حكمائها، وإلى المتحكمين في الاقتصاد، وإلى أمن وشغل واستقرار، وإلى من لهم علاقات مع الخارج، ومن لهم تأثير في الاقتصاد، وإلى نخبة لا توجد في تلك الأحزاب التي ظهرت مع الثورة. الدولة ليست جلسة في بار ولا صلاة في مسجد ولا تجمعا كبيرا الدولة تحتاج إلى من يمنحها القوة، وقطر بعيدة وصغيرة، ولا يمكن التعويل عليها دائما منذ أكثر من سنة والشعب التونسي يقول إن نداء تونس هو الذي سيفوز لكنهم لم يصدقوا اختبأوا وتراجعوا إلى الخلف لينقضوا في الوقت المناسب وها هم يرون النتيجة اليوم ويصدمون ويكتبون في جرائدهم على مضض عن الديمقراطية التونسية وعزمي بشارة تحول بدوره إلى صحفي يكتب الأخبار لأول مرة دكتور ومفكر يأتي بالأخبار، وهذه من عجائب الربيع العربي وقطر تحسب الأموال التي أنفقتها دون طائل والجرائد التي صنعتها والصحفيين الذين تنفق عليهم دون تحقيق أي نتيجة تذكر والإخوان الذين صاروا عبءا عليها، بعد أن راهنت وأنفقت عليهم، دون أن تربح في أي مكان. حتى في تونس، الشعب فضل الفلول عليهم ها قد عدنا ها قد عاد الحزب الذي يمثلني منذ البداية وأنا مع الفلول وها هم عادوا ومن حسن حظنا أن تونس تتوفر على شعب واع عرف مصلحته قبل فوات الأوان إنها أجمل ثورة في العالم العربي وأجمل ثورة مضادة كل شيء تم بديموقراطية وعاش الفلول وعاش الشعب الذي أعادنا بعد أن اكتشف فداحة الحماقات التي اقترفها في حق نفسه وأن الدولة لا يمكنها أن تصنع برجال الدين ولا بالثوار ولا بالأغاني ولا بالفقراء ولا بمجانين الله ولا يمكن في لحظة هدمها والتخلص من كل أركانها الدولة يصنعها الأقوياء وذوو الخبرة وها نحن عدنا وعاش الفلول عاش النظام وأزلامه عاش الشعب الذي رأى أننا أفضل من غيرنا ولا بديل عنا وتواضع واعتذر لنا وطلب النجدة وها نحن نلبي النداء ها نحن نلبي نداء تونس.