— تمتد الأمة العربية على طول القارتين الأسيوية والإفريقية متربعة على عرش منطقة جغرافية تبدأ من الخليج لتنتهي في المحيط غربا. و لولا نعمة البحار و المحيطات لامتدت لتُعرب أوروبا و الأمريكيتين و باقي بقاع العالم. هدا العرق العربي الذي كان ينحصر قبل 1400 سنة في منطقة جغرافية صحراوية تدعى شبه الجزيرة العربية و هي التي تضم دول "السعودية, اليمن, الكويت, البحرين, قطر, سلطنة عمان و الإمارات" حتى خلق الإسلام في القرون الوسطى و بدأت الغزوات فشهدت الجزيرة العربية توسّعا هائلا جداً خارجها مُكونة بذلك إمبراطورية إسلامية عملاقة تمتد من شمال غرب شبة القارة الهندية وشاملة وسط آسيا وَغربها وَ شمال إفريقيا وَ جنوبإيطاليا، كما شملت شبه الجزيرة الأيبيرية باحتلال المسلمين للأندلس.
هذه القومية العربية التي ابتدأت بغطاء ديني إسلامي فتحولت لحرب عرقية تمحو ثقافات ولغات وحضارات دول أخرى بل و تنسب انجازات الغير لثقافتها. استطاعت ألان جعل العديد من الدول يتراصون في مجموعة غير معترف بها دوليا و هي منظمة مبنية على أساس عرقي لا جغرافي تحت مسمى " جامعة الدول العربية". هده الجامعة التي تنتمي لها دول غير عربية على سبيل المثال دول كالعراق و سوريا و لبنان….. او المغرب الذي بدوره يعترف بالتنوع العرقي إن صح القول لسكانه. بما أن سكانه الأصليون أمازيغ وليسوا عربا. يجعلنا أمام تساؤل وجودي عرقي يستفز انتمائنا: هل كل من ينطق بالعربية يجب أن يصبح عربيا ؟؟ و ما محلنا نحن كأمازيغ في دولة تدعي أنها عربية ؟ هل يصح للمغرب ان يضل عضوا في هده الجامعة وهو الذي لا يعترف بعروبته وطنيا و خاصة في الدستور ؟؟
لا فائدة من الجواب .. فقد عربنا قسرا يا أيها الغير "عرب"… لقد علمونا العربية و جعلوها لغتنا الأم رغم عدم احتياجهم لها. فلا يمكن ان نتغاضى عن حقيقة أن اللغة العربية لا محل لها من الإعراب غير التعريب في المغرب. فبمجرد ان تنال شهادة بكلورياتك في هدا الوطن "شهادة إتمام سياسة التعريب" لا تجد أي استفادة تذكر منها. فالتعليم العالي يتطلب لغات أجنبية و العمل يتطلب اللغة الفرنسية لولوج أي عمل. و تبقى تلك اللغة صالحة للغيبيات و الروحانيات كما يقول عامة الشعب لقراءة القرآن أو لغة الجنة… تماما تعود لأصل انتشارها "الدين".
تعريب الغير عرب جريمة في حق الإنسانية أعتبرها. فضيحة في حق التاريخ و الأجيال القادمة. فقد أصبح لدى العرب و المعربين أزمة هوية و دين. و اختلط الحابل بالنابل حتى أصبح الإسلام و العروبة وجهان لعملة واحدة. فكم من عالم نسب للعرب بسبب إسلامه و حتى عدم إسلامه بل فقط ان ولد في دولة مر منها المسلمون. فهل تعلم يا من تقرأ هده السطور ان ابن سينا أفغانستاني اوزباكستاني ؟؟ و أن ابن رشد اسباني أندلسي علماني ملحد ؟ و هل تعلم ان الفارابي فيلسوف تركي ؟ و أن ابن خلدون أمازيغي كطارق ابن زياد و ابن بطوطة.. و عباس ابن فرناس؟ و أن جابر بن حيان إيزيدي؟ و الخوارزمي والرازي فارسيان " و أن ابن النفيس فينيقي من سوريا ؟ هل تعلم يا عزيزي القارئ أن العرب بنوا حضارتهم على انجازات الآخرين ؟؟ و أن و لا عالم من الذين كبرت وأنت تتفاخر بأنهم عرب مثلك… لا يمتون للعروبة بصلة ؟ فهل من المعقول ان ننسب اي مسيحي مثلا لفلسطين فقط لأن نبي المسيحية كان كذلك ؟؟ فنتحدت عن دا فينتشي على أنه فينيقي العرق او نتكلم عن غاليلو و كنعانيته فقط لانهم مسيحيون. متى سنحل عقدة اللغة والدين و الهوية ؟؟ و نستنبط من واقع برتغالية البرازيل و اسبانية الأرجنتين و فرنسية السنغال حكمة ان العلم يسمي أي ناطق بلغة أجنبية "فرونكوفون, أنغلوفون…. فلما لا ارابوفون بدل تعريب البشر قسرا ؟؟؟