تناول رؤساء مجموعة من الدول قضية الصحراء أثناء مداخلاتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك هذه الأيام و التي يتغيب عنها مرة أخرى الملك محمد السادس و يمثله فيها شقيقه مولاي رشيد. مداخلات الرؤساء تراوحت بين الحياد و دعم مجهودات الأممالمتحدة و الدفاع عن مواقف البوليساريو بخصوص النزاع . وقد شكلت مداخلة رئيس الوزراء الاسباني مريانو راخوي أبرز هذه التدخلات بحكم ارتباط اسبانيا بالنزاع حول الصحراء و تحكمها ببعض خيوطه و أيضا باعتبارها عضو في مجموعة أصدقاء الأمين العام حول الصحراء . وقد أكد رئيس الحكومة الاسبانية يوم الثلاثاء بنيورك التزام بلاده بمواصلة دعم حل عادل ودائم يقبله طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، و يسمح بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفقا لقرارات و ميثاق الاممالمتحدة. وابرز زعيم الحزب الشعبي الذي يقود الحكومة الاسبانية ان "اسبانيا بصفتها عضو في مجموعة أصدقاء الأمين العام حول الصحراء ، تجدد التأكيد على دعمها للامين العام ومبعوثه الشخصي الى الصحراء." وكما كان منتظرا شكلت مداخلة رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما فرصة سانحة له لتجديد انخراط بلاده في دعم البوليساريو و معاداة المغرب حيث تحدث عن ضرورة دعم المجتمع الدولي لما أسماه '' كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير و الحرية. نفس الموقف العدائي تجاه المغرب تبنته ناميبيا على لسان رئيسها هيفيكبوني بوهامبا الذي تحدث عن ما وصفه '' انشغال بلاده لعدم تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال داعيا إلى التنفيذ الفوري وغير المشروط لخطة الأممالمتحدة للتسوية و إجراء استفتاء حر ونزيه في الصحراء ''.
وتجدر الاشارة إلى أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنعقد في شهر شتنبر من كل سنة تشكل فرصة أمام دول العالم لمناقشة مجموعة من القضايا الخلافية و أيضا مناسبة لطرح مواقفها من مجموعة من القضايا و الأزمات التي تشغلها ، كما تمنح فرصة لحشد الدعم و الدعاية لمواقفها و قضاياها .