عادت حكومة مدريد لتؤكد مجددا على موقفها بشأن حق الصحراويين في 'تقرير المصير' في نزاع الصحراء وتحركها للدفاع عن حقوق الإنسان في هذه المستعمرة الإسبانية السابقة، وذلك في رد على الاتهامات التي وجهت إليها بتغيير موقفها من هذا النزاع في أعقاب القمة المغربية - الإسبانية التي جرت منذ أسبوع في الرباط. وخلال هذه الأيام، ارتفعت أصوات سياسية في اسبانيا تتهم حكومة مدريد برئاسة ماريانو راخوي بدعم موقف المغرب في الصحراء مقابل التزام الرباط الصمت وعدم المطالبة باستعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في الوقت الراهن خاصة مع تحرك مدريد بالمطالبة بتصفية الاستعمار في صخرة جبل طارق. وتعززت هذه الاتهامات رغم عدم وجود معطيات قوية تؤكد حصولها. وخلال مناقشة ملف الصحراء الغربية أمس في مجلس الشيوخ الإسباني، أجاب وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو على أسئلة في الموضوع نافيا وجود أي تنازل من حكومة مدريد في نزاع الصحراء، وشدد قائلا 'الحكومة مع حل سياسي عادل ودائم مقبول من المغرب والبوليساريو والذي يضمن مسبقا تقرير المصير للشعب الصحراوي في إطار مبادئ وقرارات الأممالمتحدة '. وتابع موضحا 'عكس ما يقال، فحكومة مدريد تتبنى الموقف نفسه سواء كانت في المغرب أو الأممالمتحدة أو الجزائر'. وأوضح أن المباحثات مع المغرب انصبت خلال القمة على ضرورة استئناف المفاوضات بين هذا البلد والبوليساريو للتوصل الى الحل ولكن دون تقديم أدنى تنازل أو دعم للموقف المغربي. وفي ملف حقوق الإنسان الذي يحضر بقوة في نزاع الصحراء الغربية هذه الأسابيع، أبرز الوزير مارغايو 'نستمر في مراقبة حقوق الإنسان وضرورة الالتزام بها بما في ذلك الحق في الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب في حالة الدفاع عن أطروحة أخرى'، وذلك في إشارة الى عدم تعريض أنصار البوليساريو للاعتقال والتعذيب في الصحراء الغربية. وطالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الوزير الاهتمام أكثر بملف الصحراء الغربية، مؤكدين ان اسبانيا كانت قوة استعمارية في الماضي ويجب أن تكون جزءا من الحل في الحضار ومستقبلا. وتفيد المعطيات أن اسبانيا لم تغير موقفها من الصحراء الغربية بل هي تطالب قوات المينورسو بمقاربة حقوق الإنسان في الصحراء، وتحافظ على تقديم المساعدات لمخيمات تندوف وإن كانت قد سحبت بعض المتعاونين الإسبان خوفا من الإرهاب. وفي الوقت ذاته، أكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي منذ أسبوعين في أشغال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة ضرورة توفير الآليات للصحراويين لتقرير المصير. وعلاوة على كل هذا، فوزير الخارجية مارغايو أكد مؤخرا دعمه لاستمرار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، كريستوفر روس، وهو المبعوث الذي رفضه المغرب وتراجع عن الرفض بعدما لم تؤيده أي دولة.