ماذا يحصل لرونالدو؟ سؤال يطرحه كثيرون جراء الامتعاض الظاهر على اللاعب بعد مواجهة فريقه ريال مدريد مع غرناطة، أول من أمس الأحد (2 شتنبر 2012)، في الدوري الاسباني على رغم تسجيله هدفين في الفوز الثلاثي. رفض النجم البرتغالي الاحتفال بالهدفين، رغم أن رصيده أصبح 150 هدفا في 149 مباراة مع ريال، لأنه مستاء من النادي الملكي بسبب "مسألة احترافية" بحسب ما أعلن بعد المباراة: "انا حزين بسبب مسألة احترافية والنادي يعلم السبب. لذلك لم احتفل بالهدفين، لأني لست سعيدا. الناس (في النادي) يعلمون السبب". انتشرت التكهنات في إسبانيا حول "غموض رونالدو" فتصدر صفحات الصحف الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت مسابقة على موقع (تويتر) تحت عنوان: "كريستيانو رونالدو حزين لأنه..". من بين التكهنات، كآبة ضربت اللاعب، حنين برتغالي نمطي أو عرض غامض حصل عليه من ناد أجنبي. لكن الأقرب إلى الواقع كانت تعاسته الظاهرة خلال حفل توزيع جائزة أفضل لاعب في أوروبا للموسم الماضي، إذ حل ثانيا وراء اندريس اينيستا وتساوى مع الأرجنتيني ليونيل ميسي غريمه في برشلونة. بيد أن رونالدو (27 عاما) نفى ذلك: "الأمر لا يتعلق باندريس إنييستا. لن أتحدث بهذه المسألة بعد الآن وسأركز على البرتغال في الوقت الحالي. هناك أمر أكثر أهمية (من التحدث عن فوز انييستا بالجائزة)". وأشار رونالدو إلى أن ليس باستطاعته قول المزيد، لكن المسؤولين في ريال يعلمون عما يتحدث. الصحف الاسبانية بدورها تبادلت الفرضيات، فذكرت أن رونالدو يريد الرحيل، وأنه كشف لرئيس النادي فلورنتينو بيريز شعوره بأنه "غير محبوب" في ريال. المذيع الاسباني خوسيه رامون دي لا مورينا أشار إلى أن رونالدو التقى رئيس النادي فلورنتينو بيريز والمدير العام خوسيه انخل سانشيز كاشفا لهما أنه يريد الرحيل "لأنه لا يشعر بأنه محبوب في ريال، وليس مدعوما من باقي زملائه. صدم (بيريز وسانشيز) لأنه في فترة مبكرة، من شتنبر،لا يمكنك القيام بهذا الأمر". فتحت هذه القضية باب انتقال رونالدو إلى فريق آخر على غرار مانشستر سيتي الإنكليزي، أو باريس سان جرمان الفرنسي، أو انجي ماكاشكالا الروسي، لكن مورينو الموثوق في مصادره يصر أن سبب حرد رونالدو يعود لتردي علاقته مع أصدقائه داخل غرف ملابس الفريق الأبيض: "اتصل (بيريز) بجورج منديس وكيل اللاعب، وسأله عما إذا تلقى عرضا ضخما أو ما شابه، فنفى معتبرا أن القضية شخصية مع رونالدو"، رافضا كشف الأسباب الحقيقية. وتابع مورينو الذي أشار سابقا إلى خلافات في غرف الملابس "قال رونالدو إنه ليس سعيدا مع الفريق، وإنه بعيد عن معظم اللاعبين وخصوصا (البرازيلي) مارسيلو. لم يتحدثا سويا مذ قال مارسيلو أن (الحارس ايكر) كاسياس يستحق أن يحصل على جائزة الكرة الذهبية. تأثر كريستيانو، بعدما كان مقربا جدا من مارسيلو وبيبي و(فابيو) كوينتراو وكانوا يتناولون الطعام سويا في التمارين. عندما سجل كريستيانو هدفه الأول، ركض مارسيلو وعانق خوسيه كايخون. لم تعد علاقتهما كما في السابق". من جهته، ذكر سيرو لوبيز، المذيع الشهير في برنامج بونتا بيلوتا، أن "رونالدو يعاني مشكلة ذهنية، لأنه يشعر بأنه غير محبوب. امضي 20 دقيقة بعد المباراة وهو يبكي؟". أما توماس ترونسيرو من صحيفة آس الداعم لريال، فألقى باللوم على مواطن رونالدو فابيو كوينتراو الذي يتنافس مع مارسيلو على مركز الظهير الأيسر: "كوينتراو هو المسؤول لأن تأثيره سلبي على رونالدو. يزرع الكثير من الأفكار في رأس نجمنا لأنه مقرب للغاية منه". في برنامج "أل لارغيرو" الإذاعي أشار محرر "آس" الفريدو ريلانو إلى أن رونالدو "يريد المزيد من المال. كان يتحدث منذ فترة عن عقد مدى الحياة. ارتفع سعره بعد الأهداف التي سجلها لصالح ريال"، علما بأن عقده الحالي ينتهي عام 2015. على المقلب الآخر، لم يكن مدرب برشلونة السابق كارليس ريكساتش متعاطفا مع رونالدو، إذ قال: "إذا كان رونالدو حزينا يجب أن ينزل الناس إلى الشوارع من أجل البكاء. لا يمكن لرونالدو طلب المزيد من هذه الحياة. يملك كل شيء". وتابع ريكساتش "يملك لياقة بدنية رائعة، المال، النجاح وهو من أفضل اللاعبين في العالم. لا أعلم ماذا يريد أكثر من ذلك. لذا من الوقاحة أن يكون حزينا". يذكر أن رونالدو انضم إلى ريال من مانشستر يونايتد الانكليزي مقابل 80 مليون جنيه استرليني عام 2009 ليصبح أغلى لاعب في العالم.