انتقدت الهيئة العليا للسمعي البصري، في تقرير لها صدر أمس الاثنين (26 غشت 2012)، قنوات وإذاعات بعدم احترام المناصفة، إذ كشفت إحصائيات التتبع، التي أعلن عنها تقرير "لاهاكا" عن التفاوت بين وسائل الاتصال السمعي البصري، وعدم تحقيق مبدأ الإنصاف بين مختلف فئات الحصص الأربع (الحكومة، وأحزاب الأغلبية البرلمانية، وأحزاب المعارضة البرلمانية، والأحزاب غير الممثلة في البرلمان). وأظهرت لغة الأرقام أنه من بين عشرين ألفا ومائتين وثلاث وتسعين نشرة إخبارية (20 293 نشرة) بثت في مجموع الخدمات الإذاعية والتلفزية الخاضعة للتتبع، والتي بلغ حيزها الزمني الإجمالي لمجموع هذه النشرات (4618 ساعة)، (251) ساعة، تمثل الحيز الزمني الإجمالي المخصص لمداخلات الشخصيات العمومية في هذه النشرات. وأظهرت هذه الأرقام مغازلة الحكومة وأغلبيتها في الظهور في الإعلام العمومي حيث توزعت مداخلات الشخصيات العمومية كالتالي، (الحكومة: 96 ساعة؛ والأحزاب السياسية: 90 ساعة؛ والنقابات: 31 ساعة؛ والمنظمات المهنية: 25 ساعة؛ والغرف المهنية: 5 ساعات؛ والفاعلون المؤسساتيون: 4 ساعات). المرأة لم تكن أحسن حال من المعارضة حيث لم تتجاوز مداخلات الشخصيات العمومية النسائية في النشرات الإخبارية نسبة 10 في المائة من مجمل المداخلات في جميع الخدمات الإذاعية والتلفزية، ما عدا في إذاعة لوكس راديو. وفيما يتعلق بمراقبة حكماء "لاهاكا" بالتعددية داخل المجلات الإخبارية والبرامج الأخرى التي تتبعتها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، خلال سنة 2011، والبالغ عددها (6347 برنامج). حيث فاق الحيز الزمني لمداخلات الشخصيات العمومية في هذه البرامج ستمائة وخمس ساعات (605 ساعة فقد جاءت موزعة كالآتي الحكومة: 50 ساعة؛ الأحزاب السياسية: 420 ساعة؛ النقابات: 63 ساعة؛ المنظمات المهنية: 56 ساعة؛ الغرف المهنية: 13 ساعة؛ غير المنتمين حزبيا وغير المعرّفين: 3 ساعات). وفي السياق ذاته، كشف تقرير "لاهاكا" أن الحجم الزمني لمداخلات المركزيات النقابية النشرات الإخبارية ناهز 21:02:49، حيث احتلت الفدرالية الديمقراطية للشغل الذراع النقابي للاتحاد الاشتراكي مقدمة الترتيب في الظهور الإعلامي 05:47:10، متبوعة بالإتحاد المغربي للشغل 05:32:39، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل 04:34:39، ونقابة الإسلاميين الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب 03:01:59، النقابة الوطنية للصحافة المغربية 02:24:59 و الإتحاد العام للشغالين بالمغرب .02:05:10 نقابة رجال الأعمال CGEM كانت الأوفر حظا حيث حازت لوحدها على حوالي 12:06:27. وفيما يرتبط توزيع الظهور الإعلامي داخل القنوات العمومية والخاصة حسب اللغات، فقد تربعت اللغة العربية على رأس اللغات متداولة في الاعلام العمومي حيث ناهز حجمها في القناة الأولى 81,97 في المائة، بينما لم تحصل اللغة الدستورية الثانية وهي الأمازيغية سوى على 06,97 في المائة، من برامج قناة دار البريهي. في حين احتلت العربية في القناة الثانية 56,54 في المائة، أما الأمازيغية 10,49 في المائة، بينما حصلت لغة موليير على 32,97 في المائة.