سلطت الصحيفة الأمريكية الواسعة الانتشار (هافينغتون بوست)، امس الاثنين، الضوء على ما سمته "القيادة الحكيمة" للملك محمد السادس الذي حرص، منذ اعتلائه عرش أسلافه، على إطلاق "إصلاحات طلائعية، وكان دائم الإنصات إلى تطلعات المواطنين". ولاحظت الصحيفة الأمريكية، في مقال تحليلي للناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية أحمد الشرعي بعنوان "15 سنة من القيادة الحكيمة للمغرب"، أنه "على عكس باقي بلدان المنطقة، انخرط المغرب تحت ما سمته "القيادة للملك، وقبل الربيع العربي، في مسار الحريات الفردية والتقدم".
واعتبر كاتب المقال التحليلي أنه منذ بداية حكمه، وضع محمد السادس سياسة تستبق انتظارات الشباب وتعالج التحديات التي تواجهها المملكة، خاصة على المستوى الاجتماعي.
في هذا الصدد، ذكرت (هافينغتون بوست) بالمصادقة على الدستوري الجديد "الثوري" الذي يستجيب لتطلعات السكان، مضيفة أن الدستور الجديد يعترف بمختلف الروافد المشكلة للهوية المغربية.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن دينامية الإصلاحات التي أطلقها الملك مكنت من المصادقة سنة 2004 على مدونة الأسرة التي تشكل "تطورا تاريخيا نحو هدف المساواة وتمكين النساء".
على مستوى التنمية الاجتماعية، أبرز كاتب المقال أن الملك جعل من محاربة الفقر معركة ومحفزا لوضع سياساته، مذكرا في هذا الصدد بإطلاق سنة 2005 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مكنت من تنفيذ حوالي 29 ألف مشروع لصالح 8 ملايين مواطن في وضعية هشاشة.
وأشارت (هافينغتون بوست) إلى أن إصلاحات عميقة يجري تنفيذها في قطاع التربية والتعليم، كما تم اتخاذ إجراءات صارمة في مجال محاربة الفساد وتعزيز الحكامة والشفافية وثقة المواطن في الإدارة العمومية.
كما لاحظت الصحيفة ظهور المجتمع المدني خلال ال 15 من حكم الملك، مبرزة أن حوالي 60 ألف جمعية تنشط خاصة في المناطق القروية والتجمعات السكانية الصغرى وأحياء الصفيح، كما تشتغل بتنسيق مع الحكومة في مجالات التربية والتعليم والخدمات العمومية وغيرها من القطاعات.