خصص رشيد نيني، مدير نشر "الأخبار" عمود "شوف تشوف" لعدد الجمعة (18 يوليوز 2014)، للتعامل الحكومي مع فاجعة بوركون، التي خلفت 23 قتيلا وعشرات الجرحى. وجاء في العمود، الذيحمل عنوان "حساب الشارفات"، "عندما اندلعت النيران في مصنع "روزامور" بالدار البيضاء واحترق داخله 56 عاملا وعاملة، جاءت النائبة البرلمانية بسيمة حقاوي إلى البرلمان غاضبة وأخذت الكلمة وهاجمت بشدة استمرار التلفزيون العمومي في عرض برامج السهرات في الوقت الذي تحصي العائلات قتلاها. واتهمت النائبة المحترمة آنذاك القائمين على التلفزيون بالرقص على جراح الضحايا. مرت مياه كثيرة تحت الجسر وانتقل حزب السيدة النائبة من المعارضة إلى كرسي الحكومة الوثير، وانتقلت بسيمة حقاوي من العمل النيابي إلى العمل الحكومي، وأصبح الإعلام العمومي تحت وصاية وزير اسمه الخلفي. وعندما انهارت ثلاث عمارات فير حي بوركون ومات 23 مغربيا ومغربية تحت الأنقاض، لم يسمع أحد كلمة واحدة تخرج من فم الوزير المحترمة تعليقا على الفاجعة، رغم أن الوزيرة المحترمة مدينة بكرسيها في البرلمان لمنطقة بوركون التي ترشحت وفازت فيها، إلى جانب أخيها النائب عبد الصمد الحيكر، والذي لم يكلف نفسه مشقة التنقل لمعاينة الكارثة ومواساة الضحايا. ويبدو أن المنزلة تغيرت فلم تعد شعارات من عيار "الرقص على الجراح" تستقيم في فم الوزيرة محكم الإغلاق. بل إن الانكشارية الإعلامية التابعة للحزب الحاكم شرعت في تسييس الفاجعة التي حصلت في بوركون، لكي تحولها إلى جمر لإذكاء الصراع بين حزب الاستقلال الذي تدير قيادته ياسمينة بادو مقاطعة بورغون، والعدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. والمدهش هو هذا الصمت المطبق الذي تلفع به رئيس الحكومة، فسعادته يستأجر طائرة خاصة لكي يذهب إلى الرشيدية من أجل تقديم العزاء لعائلة طالب عضو في منظمته الحزبية، بينما يعجز عن أخذ سيارته الحكومية والذهاب إلى بورغون لمواساة أهالي ضحايا العمارات المنهارة. فسعادته يذهب فقط لحضور الأنشطة التي يكون فيها أحد أبناء وزراء حزبه حاصلا عل شهادة أو مشاركا في استعراض، مثلما حدث عندما ذهب سعادته لحضورحفل تخرج ابن الوزيرة سمية بنخلدون مهندسا من المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك. أو عندما ذهب إلى مراكش لحضور افتتاح المعرض الدولي للطيران حيث يشارك ابن الوزيرة سمية بنخلدون الضابط الطيار في القوات المسلحة الملكية في المعرض، وقد خرجت الوزيرة عن البروتوكول واستغلت وجودها الرسمي في المعرض لكي تلتقط صورا تذكارية لها مع ابنها بالقرب من الطائرة التي يقودها، كما أنها عانقته وسط ذهول العسكريين والوفد الرسمي".