أقدم الوالي الجديد على جهة الرباطسلا زمور زعير، الملقب ب "البلدوزير" على اتخاذ خطوات جريئة استحسنها المواطنون وساكنة العاصمة تتعلق بانطلاق عملية تحرير الملك العمومي من محتليها في العاصمة الرباط مهما كان صاحبها أو المؤسسة المحتلة ودون تمييز. وأكد مصدر موثوق جرافات الولاية قامت بهدم كل ما هو فوق الملك العمومي بما فيها بعض المؤسسات العمومية كمستوصف المحيط، ومدرسة البحراوي، كما قامت بفتح بعض الأزقة التي كانت محتلة وأقيمت فيها مأرب للسيارات أو محلات تجارية أو شقق ومنازل.
وعاين سكان مدينة الرباط وزوارها التجربة الناجحة المتعلقة بتحرير الملك العمومي في شارع مصر التي غيرت صورة هذا الشارع، وسمح بتنظيم السير للسيارات والحافلات وللراجلين بشكل أفضل ومريح، ثم انتقلت آلة البلدوزير إلى شارع مالي، والمقاومة، وشارع مدغشقر، وديور الجامع، في المستقبل القريب على أن تستمر عملية تحرير الملك العمومي إلى نهاية السنة المقبلة، حسب المصدر ذاته.
واستحسنت ساكنة الرباط شجاعة والمواقف الصارمة للوالي في اتخاذه هذه الإجراءات رغم عدد من الضغوطات والتدخلات من طرف أحزاب وبرلمانيين وذوي النفوذ، وطالبته بمتابعة مشروعه الرامي إلى إعادة الاعتبار لعاصمة المملكة ولساكنتها وتحريرها من الفوضى وتحقيق امن السكان وتنفيذ تعليمات الملك.
وجاءت هذ الخطوة في إطار إنجاز المشروع الكبير الهادف إلى تحويل عاصمة المملكة إلى "مدينة الأنوار" عبر توسيع شوارعها وأزقتها وخلق فضاءات عمومية للسكان وانجاز مشاريع استثمارية مهمة وسط المدينة أو على طول المحيط قادرة على خلق مناصب للشغل ومدرة للدخل. كما تأتي في إطار إعادة الاعتبار للعاصمة الرباط التي أصبحت، في السنوات الأخيرة، مدينة مظلمة ومزبلة مرتعا للقطط والكلاب الضالة، ولازالت تتميز بظاهرة السكن العشوائي، والبراريك، وأحياء القصدير، وبضيق شوارعها وأزقتها وممراتها. كما أصبحت العاصمة مدينة غير أمنة تكاثرت فيها الجرائم وتفشت فيها ظاهرة المخدرات والسرقة بشكل قوي خاصة في الأزقة والشوارع المظلمة، علاوة على الفوضى والتسيب التي تعرفها حركة النقل العمومي وتزايد ظاهرة النقل السري.