فهمت الآن لماذا لم تقبل السلطات المختصة ملف جمعية"الحرية الآن". عندي تفسيران لذلك:
أولا اسمها الإنجليزي، فلا يعقل أن يرخص المخزن لشيء غريب لا يعرف ما هو، واسمه فريدوم ناو، فماذا لو تفجر هذا الفريدوم ناو، أو كان ساما، فالمخزن، مهما كان الحال، إما فرنكفوني أو معرب، ولا يقبل مثل هذا اللعب بالكلمات الغامضة، ويرفض أن يتحدث معه أي طرف بالإنجليزي. ثانيا: رئيس هذه الجمعية الأستاذ المعطي منجب الخطير. فهو دكتور ومؤرخ وباحث وصحفي وله تحليلات يشيب لها الولدان، كلما تحدث عن فتن هذا الزمان.
وأرجح أن المعطي منجب هو السبب، لأنك وأنت تستمع إليه توقع كل شيء منه، فكل مواقفه وتحليلاته غير مسبوقة وتصيب بالدوخة.
وقد اختاره رفاقه في "الحرية الآن" لهذا السبب.
وتراجعوا إلى الخلف وبايعوه رئيسا والمخزن يخاف منه ويخشى تحليلاته العميقة التي تجمع بين التاريخ والنضال والعلم وتفكيك بنية السلطة.
ولمن لا يعرف المعطي منجب فهو شخص أكثر من خطير وكما يحكي بعظمة لسانه، فإن ادريس البصري وزير الداخلية الراحل كان يلاحقه في كل مكان ويخاف من كتبه الممنوعة.
كما تكمن خطورته في كونه درس في الولاياتالمتحدة والسنغال وعادة من يدرس من المغاربة في أمريكا تكون تحليلاتهم ثاقبة وفي محلها وغريبة في الآن نفسه
وتتذكرون ما كان يقوله أبو الحروف ثم الحمودي صاحب نظرية المخزن المهزوز والمهزوم والأمير صاحب ثورة الكمون
وكل ذلك، لأن العلوم السياسية في أمريكا متقدمة وتقترب من الخيال العلمي والأهم في كل هذا أن جمعية "الحرية الآن" لم تحصل لحد الساعة على ترخيص التأسيس من ولاية الرباط، ومع ذلك نظمت يوم أمس وقفة تضامنا مع صحفيي الجزيرة المعتقلين في مصر، في انتظار أن تأتي الفرصة ويعتقل صحفي في المغرب، لتقف دفاعا عن حريته فالنضال لا يقبل الفراغ، ولا ينتظر، والدفاع عن حرية التعبير لا يتوقف كما أن النضال يحلو في شهر رمضان
ولو اقتضى الحال الدفاع عن قطر والجزيرة فالاسم الانجليزي يفرض عليك الدفاع عن الزملاء في كل مكان من هذا العالم والآن، التي هي ناو، وعاجلا.
في الحرية الآن يوجد زميلنا توفيق بوعشرين وتوجد خديجة الرياضي ومثقفون آخرون وصحفيون آخرون وأشخاص بلا مهنة محددة
وكما العادة مارس المخزن الشطط ومنع وقفة المعطي منجب من أجل صحفيي الجزيرة ولأنه ذكي ومؤرخ وباحث وناشط حقوقي، فقد حلل لنا أسباب منع المخزن لهذه الوقفة وكان تحليله مثيرا كما عودنا، ورائعا وغير مسبوق، وينتمي إلى المدرسة الأمريكية، وفاضحا للدولة.
فماذا قال المؤرخ والناشط والباحث المعطي منجب لصحيفة الناس عن سبب منع الوقفة التضامنية مع الجزيرة وصحفييها؟ قال لهم بالحرف: "لقد منع الصحفيون ومنعت الجزيرة، وهي العدو الأول للسعودية، ومورست ضغوط على المغرب لوضع حد لتواجد القناة به، وفي الوقفة كانت الجزيرة حاضرة لتصوير وقفة لصالحها، وبدا وكأن المغرب يهتم بالمواقف السعودية التي هي أكبر مؤيد للنظام العسكري في مصر، وتعلمون أن أول رئيس دولة التقاه عبد الفتاح السيسي بعد تنصيبه هو ملك السعودية... فهذه الأخيرة لها وزن في المغرب، وسفارتها هي القوة الثالثة داخله، بعد السفارتين الأمريكية والفرنسية، وأصبحت السعودية تتدخل بشكل غير مباشر في السياسة المغربية نظرا للربيع العربي وتخوف السعودية من توسع المجال الديمقراطي في المغرب وغيره، وبالتالي أصبح هناك أيضا تخوف من الرياض التي أصبحت من أقوى العواصم العربية على المستوى الدبلوماسي، نتيجة لقوتها المالية الضاربة في العالم العربي ولأجل حظوتها لدى واشنطن، وبناء عليه المغرب منع الوقفة، للحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية ومصر والإمارات، فهو يقوم بمنع الوقفات التي لا ترضي هذه الدول..."
ألم أقل لكم إن المعطي منجب رئيس جمعية فريدوم ناو خطير جدا وتحليلاته مثيرة لقد كشف بدهائه سبب منع الوقفة العفريت لم ينخدع وفضح السلطة التي لم تمنحه ترخيصا.
نعم، كانت الوقفة التضامنية مع صحفي الجزيرة ستكشف لنا تواطؤ المخزن مع مصر والسعودية والإمارات، ولذلك تم منعها.
صعب أن تتوصل إلى مثل هذا التحليل لو لم تكن مؤرخا ومناضلا ودرست في أمريكا، ولو لم يكن اسمك المعطي منجب.
كل هذا حصل في وقفة، بينما المغاربة في دار غفلون، يشربون الحريرة ويتفرجون على المسلسلات.
لم نكن نعرف أن حرية الصحافة والتعبير في المغرب تتداخل فيها صراعات إقليمية والجزيرة والرياضوالإمارات، لولا المعطي منجب.
ما كل هذا التألق ما هذا العلم ما كل هذه المعرفة والتحليل العميق نِعْم الرئيس ونعم الحرية الآن فريدوم.. فريدوم..فريدوم لجمعية الحرية الآن ومن الآن فصاعدا على المغرب أن يربط علاقات مع دجيبوتي عوض السعودية حتى نفرج على صحفيي الجزيرة. ما كل هذا الذكاء وعلى المغرب أن يقطع علاقاته مع الإمارات لنتضامن على راحتنا مع صحفيي الجزيرة، ودون أن يزعجنا أحد كل هذا التحليل خرج من وقفة واحدة، فما بالك لو منحوه الوصل إنه سيفجرنا، والحالة هذه، وسنسمع منه ما لا يخطر على بال ويمكن أن يستحضر في تحليلاته الحرب الباردة والاتحاد والسوفياتي والفقيه البصري وتنظيم داعش وتدخل إيران، في علاقة هذه الأطراف مجتمعة بتراجع حرية الصحافة في المغرب.
أيها المخزن الجبان امنح جمعية الحرية الآن وصل التأسيس أتريد أن تحرمنا من المعطي منجب أتريد أن تقمعنا وتغمض أعيننا كي لا نتمتع بهذه الحكمة فمن وقفة صغيرة تعلمنا درسا في التحليل الجيوستراتيجي وفي التاريخ وزرنا دول الخليج واحدة واحدة وعرجنا على مصر وعلى عبد الفتاح السييي لنناضل إذن من أجل الحرية الآن الآن، الآن، وليس غدا امنحها أيها المخزن الوصل ولا تحرمنا من المؤرخ والناشط والباحث الذي يزعجه أن تكون للمغرب علاقات جيدة مع السعودية ومصر ومن أجل ذلك يناضل ويؤسس جمعية ويصبح رئيسا لها ويتظاهر ويحتج
وإذا كان من تفسير لرفض السلطة الترخيص لجمعية الحرية الآن ففي نظري وتأسيا وسيرا على نهج الباحث والأستاذ والمناضل المعطي منجب وتقليدا له فالمسألة تتعلق بارتباط بعض أعضاء الجمعية بقطر والبعض الآخر بالأمير وبالمركز إياه وكل هذا شم فيه المخزن رائحة عطنة مع غموض الاسم الانجليزي وما لذلك من ارتباطات بأمريكا والموساد وقطر ومخطط قلب الأنظمة في المنطقة وهكذا تحليلات ونظريات مستمدة من مدرسة مؤرخنا الجهبذ ونصير الحرية والصحافة في المغرب. الذي اختاروه رئيسا و ياله من اختيار رائع فريدوم ناو.. فريدوم ناو... ناو.. ناو ويالها من ثورة في رمشة عين لم نعد فرنكوفونيين ونتحدث إنجليزي وكل هذا بفضل هذه الجمعية التي يرفض المخزن الاعتراف بها دون وجه حق ودون مبرر مقنع في بلد تتراجع فيه الحريات يوما بعد يوم وتظهر فيه بالمقابل جمعيات لها رؤساء لهم تحليلات مدهشة وعميقة ويتحدثون، يا للهول، بالإنجليزي، فنشعر أنهم مدبلجون ومترجمون في دفاعهم عن حرية الصحافة.