لا يفهم لحد الآن شكل الانفتاح الذي تريده الإدارة العامة للأمن الوطني على الإعلام. فكلما فتح مسؤول أمني ذراعه لوسائل الإعلام ومكن رجال السلطة الرابعة من المعلومات التي يبحثون عنها مع احترام "سرية التحقيق والسر المهني"، إلا ودفع ثمن ذلك، وكأن الإدارة تعمل بالمثل القائل "اطلع تاكول لكرموص نزل شكون كالها ليك". وهذا ينطبق على قضية الكوميسير عبد الإله الصوتي، الذي أعفي من رئاسة الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية للفداء، بعد الصيت الإعلامي الذي أخذته مجهوداته لمحاربة الجريمة وتجفيف المنطقة من تجار المخدرات والمبحثو عنهم، وهو ما جعل عدد من السكان في المنطقة يتأسفون لرحيله، في حين أقام مروجيىالمخدرات واللصوص احتفالا برحيله وإلحاقه بولاية أمن الدارالبيضاء، حيث كلف بفرقة التدخلات الميدانية.
وليس الكوميسر الصوتي الوحيد الذي اكتوى بنار "النجومية الإعلامية"، فقد سبقه لهذا المصير، حسب صفحة خاصة أنجزتها "المساء"، حملت عنوان "آمنيون عصفت بهم النجومية"، مصطفى الموزني، الذي ما زال يذكره البيضاويون ب "الخير"، حتى بعد مغادرته سلك الأمن ودخوله عالم السياسة التجارة.
الموزوني كان إطارا أمنيا يشهد له بالكفاءة حتى في "الأنتربول"، وتدرج في المديرية العامة للأمن الوطني حتى وصل إلى النجومية، قبل أن يقضي على مساره المهني، بعد إعفاءه من منصب والي أمن الدارالبيضاء ونقله إلى زاكورة، إثر حادث وقع خلال الزيارة الملكية.
الكومندو عبد اللطيف الشامي كان بدوره من المسؤولين الأمنيين الذين عصفت بهم النجومية.
فبينما كان من أشهر الشخصيات التي ينصت لها المغاربة على أثير إحدى الإذاعات الخاصة، تقرر، بشكل مفاجئ، تنقيله إلى المحمدية.
الشامي، الذي تحول إلى نجم مفضل لوسائل الإعلام المحلية عندما كان مسؤولا بالهيئة الحضرية بولاية أمن الدارالبيضاء، كان من القلائل الذين يملكون حلولا مبتكرة لأظمة السير والجولان التي تعرفها المدينة.