نشرت صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية الشهيرة مقالا تحليليا لأحمد الشرعي، ناشر وعضو في مجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أوردت فيه أن الدبلوماسية الملكية المغربية وضعت، لأكثر من عشر سنوات، استراتيجية حقيقية تقوم على ثلاث ركائز، أولها دعم الحركات الديمقراطية والانتقال الديمقراطي، حيث اختار المغرب الاصطفاف إلى جانب الشعوب ضد الحكام المستبدين، وأضافت أنفرنسا تعطي أحيانا الانطباع بأنها هي نقيض هذا التصميم. فباريس، حسب كاب المقال، لا تزال تتبنى البعد الاستعماري. في منتدى نيويورك الذي عقد في ليبرفيل قبل أسبوعين، تم تخفيض التمثيل الفرنسي إلى أدنى حد ممكن، في حين أن الصينية والتركية وأمريكاالجنوبية حضروا بقوة وذكر أحمد الشرعي أن الملك محمد السادس، خلال زيارته الأخيرة إلى إفريقيا، قال في كلمته في أبيدجان: "ليس هناك ميدان مكتسب بشكل مسبق». وأضاف الكاتب: «البعض يعتبر أن التلميذ يريد أن يحل محل«الأستاذ»، وهي إيديولوجية استعمارية جديدة قديمة.. وعلى الرغم من القيود المفروضة على اقتصاده، تمكن المغرب من تطوير تعامله التجاري مع إفريقيا. فالمغرب موجود في كل مكان سياسيا دون أن يكونعضوا في الاتحاد الأفريقي، فالإسلام في جنوب الصحراء الكبرى لديه علاقات وطيدة ودائمة مع إمارة المؤمنين». وأكد كاتب المقال أن خطاب الملك محمد السادس أمام المجلس التأسيسي التونسي، يوم السبت الماضي، على ثلاثة مبادئ كبرى، الأولى أن الشعوب العربية عبرت عن استعدادها لإنهاء الاستبداد، ثانيها أن قضاياالتنمية هي محور أي مشروع في المستقبل، والمبدأ الثالث أن التكامل الإقليمي ليس خيارا اختياريا ولا لأغراض إيديولوجية، بل هو ضرورة الاقتصادية. وأوضحت الصحيفة أن زيارة الملك محمد السادس إلى تونس لها بعد رمزي، إذ استقبله أول مؤسسي الدولة بعد الثورة في سياق ما يسمى «الربيع العربي». وأضافت: «الأكثر أهمية هو أنه من الواضح أن تكلفةعرقلة الوحدة المغرابية تدفع ثمنها شعوب المنطقة، وأن العرقلة الجزائرية لهذا المشروع المغاربي أمر مثير للسخرية، لكي لا نقول إنه عمل إجرامي ضد شعوب المنطقة». وأوضح كاتب المقال أحمد الشرعي، ناشر وعضو في مجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أن إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط عرفت زلزالا حقيقيا غير طريقة فهم هذه المنطقة. وأضاف: «أحدثمثال على هذا التغيير هي الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى توسن منذ يوم الجمعة (30 ماي)، حيث استقبل في المجلس التأسيسي التونسي الذي يهيمن عليه الإسلاميون، وألقى خطابا وأشاد بالتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية».