عبر حكيم بنشماش، بصفته رئيسا لفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، عن "استياء" مستشاري البام من "سلبية رئيس مجلس المستشارين الذي أذعن بسهولة لتسلط رئيس الحكومة"، و"أثبت عجزه الفاضح في إعمال القانون وضمان استقلالية البرلمان". رئيس مجلس المستشارين الذي يتحدث عنه بنشماش في بيان صادر عن الفريق الذي يرأسه، ليس سوى محمد الشيخ بيد الله القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة وأمينه العام السابق. مناسبة هذا الاحتجاج ما وقع خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة في مجلس المستشارين قبل يومين حينما تدخل مقاطعا حكيم بنشماش ومتهما إياه ب"الفاسد" لما أراد أخذ الكلمة مقاطعا بنكيران لينبه إلى تعطل الآلة التي تظهر الوقت المخصص لمداخلات المتحدثين خلال تلك الجلسة.
البيان الصادر عن فريق البام بالغرفة الثانية الذي توصلت به "كود"، عبر عن "رفضه المطلق لمنطق التحكم والتسلط الممارس من طرف رئيس الحكومة وكل المحاولات الرامية إلى مصادرة حقوق المعارضة التي بوأها الدستور الجديد مكانة متقدمة". كما أدان بشدة ما وصفه ب"السلوكات المشينة لرئيس الحكومة وما صدر عنه من كلام غير مسؤول يؤكد افتقاده للياقة والرزانة المطلوبة في رئيس الحكومة". مع شجب ما وصفه البيان ب"محاولات" رئيس الحكومة "الرامية إلى فرض الهيمنة والتحكم على المؤسسة البرلمانية وتكميم أفواه المعارضة".
البيان كان مناسبة أيضا لإدانة ما "تفوه به وزير التجهيز والنقل من قذف واتهامات مجانية تؤكد بالملموس أن التحكم والتسلط ثابت وبنيوي في المرجعية التي ينهلان منها، كما تبين درجة الانحطاط السياسي والأخلاقي الذي برهن عليه للأسف سلوك بعض أعضاء الحكومة". غير أنه دعا مع ذلك رئيس الحكومة إلى "احترام روح الوثيقة الدستورية الجديدة وامتلاك الحد الأدنى لقيم وفضائل الحوار الديمقراطي والتقيد بالضوابط القانونية والاحترام المتبادل لأدوار ووظائف المؤسسات في إطارها الدستوري".