يبدو أن الصورة التي التقطها مصور "كود" لإدريس لشكر وهو يحضر جنازة والدة "موكله" خالد عليوة بالمقبرة التي يرقد فيها جثمان عبد الرحيم بوعبيد، لا تعكس إلا حقيقة تحول الحلم إلى كابوس، للرجل الذي خلف بوعبيد واليوسفي والراضي في كرسي الكتابة الأولى للحزب، فإدريس ساءت علاقته بالصحافة كثيرا، وبات زعيم الحزب الذي طبع ذاكرة المغاربة بالانتفاض ضد القمع والمنع، أول من يهدد الصحافة، كما تحول زعيم الحزب الذي ناضل من أجل حرية الأصوات المعارضة إلا أول "مسكت" لها. لعل "الميزة" التي كانت تحتسب لإدريس لشكر، في مقارنته برفاقه من الجيل المؤسس وجيل البناء لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو أنه رجل تواصل و"تسويق" سياسي، وهي الميزة التي راهن عليها البعض فيه، لتحسين صورة الحزب في الإعلام وأمام المواطنين، وكان الوحيد الذي بإمكانه ضمان موطىء قدم لهذا الحزب في خشبة المسرح السياسي، الى جانب حميد شباط وعبد الإله بنكيران، لكنه بانتهاء أشغال مؤتمر الاتحاديين تبدو صورة الحزب قد انتقلت من سيء إلى أسوء.
ففي الوقت الذي تبقى اسوء نقطة في سلوك قادة الاتحاديين في علاقتهم بالصحافة وفن التسويق السياسي، هو "الترفع" و"التزام الصمت" و"الكبرياء" في علاقتهم بالإعلام ولو كان الأمر على حساب مصالح حزبهم وصورته، ولا أدل على ذلك غير كون أن لا أحد بإمكانه اليوم أن ينكر أن الاتحاديين فشلوا في تسويق "نجاحهم في إنعاش" لوضع المغرب المهدد بالسكتة القلبية حينها"، فإنه مع إدريس لشكر لم يعد الامر "ترفعا" أو "تكبرا" إنما أصبح "تهديدا" و"وعيدا".
فلا أحد تخيل يوما أن يقول قيادي في حزب يوصف بالتقدمي المدافع عن الحريات "سيكون يوما سعيدا أن أرفع دعوى قضائية ضد جريدتكم".. نعم إدريس لشكر قال ذلك، نعم إدريس لشكر، الذي عول عليه الاتحاديون لتحسين صورة حزبهم، ساءت علاقته مع الصحافة، وهدد ثلاثة جرائد في أقل من شهر بالمتابعة القضائية، "أخبار اليوم" و"المساء" و"الخبر"..