عاش ميناء الجرف الأصفر على امتداد ثلاثة أيام حالفة استنفار قصوى بعد اكتشاف سرقة 26 طن من نيترات الأمونيوم عبر شاحنة مزورة. وعلمت "كود" ان كل مصالح الأمن والدرك والاستخبارات حضرت لتتبع الوضع بداخل الميناء بالنظر إلى أن مادة نيترات الأمونيوم تستعمل في المتفجرات، وهي التي استعملت في تفجير مقهى أركانة بمراكش، حيث تم الوقوف عند خطأ مهني قاتل هو الذي تسبب في الوضع، الذي تقول مصادر "كود" إنه في طريقه للحل، وإن الشاحنة المحملة بالمواد المتفجرة حدد موقعها وسيتم توقيفها بعد أن استعملت كاميرات إحدى مستودعات الحبوب حيث تم التوصل إلى أن السرقة تمت بتواطئ مع عمال الشركة التي تسوق نيترات الأمونيوم، والتي تستعمل كأسمدة فلاحية.
انطلقت العملية حينما غادرت الشاحنة المحملة بالمادة المتفجرة حيث سيبادر الضابط المداوم، بحسب مصادر "كود"، لإشعار رئيسه المباشر رئيس مفوضية الجرف الأصفر للأمن الوطني، الذي اعتبر الأمر عاديا ولم يبادر بإشعار رئيسه رئيس الأمن الإقليمي للجديدة، الذي فوجئ بالخبر بعد مرور يومين كاملين على مغادرة الشاحنة مناء الجرف الأصفر، خصوصا وأن اصحاب الشركة التي تسوق مادة الأمونيوم بادروا لوضع شكاية في الموضوع لم يهتم بها رئيس فوضية الجرف، على الرغم من أن مدير الأمن الوطني لم يتردد في الحث على ضرورة الإخبار بكل المستجدات وبدون تلكؤ، مع الأخذ بكل شكايات المواطنين.
ومرة أخرى يطرح سؤال الأمن بداخل ميناء بحجم وقيمة الجرف الأصفر الذي يضم مواد خطيرة معرضة للسرقة وبعضها يمكن أن يستعمل في المتفجرات، خصوصا وأن مصالح الوكالة الوطنية للميناء عطلت كل الكاميرات المبثوتة بداخل الميناء. كما أن عدم أهلية عدد من شركات الأمن الخاص يفتح الباب أمام كل الممارسات التي قد تكون نتائجها وخيمة.
آخر الأخبار تقول إن الأمن الإقليمي استمع لرئيس مفوضية الجرف الأصفر حول هذا الخطأ المهني، الذي كاد يعرض حياة أبرياء للخطر إذا ما وصلت شاحنة المتفجرات إلى إيادي الإرهاب.